الماسه ماى جو
السلام عليكم نورت الماسه ماى جو موقع قريه بنى هلال الاول
نتشرف بتسجيلك معنا
تذكر قوله تعالى
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))
الماسه ماى جو
السلام عليكم نورت الماسه ماى جو موقع قريه بنى هلال الاول
نتشرف بتسجيلك معنا
تذكر قوله تعالى
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))
الماسه ماى جو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الماسه ماى جو

موقع قريه بنى هلال
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمطلوب مشرفين مطوعين
مـــــــــــــعـــــــــــا لــــــــــــنــــــــــــــبــــــــــنى ونـــــعـــمـــر مـــــــصـــــــــر
موقع الماسه ماى جو يرحب بكم ونتما لكم وقت ممتع ...........بنى هلال مـــــعـــــا روح واحـــــده يـــــد واحده فــــــى جــــــســـــد واحــــــــــد
تم انشاء قسم (شباب وبس )لوضع النصائح والمعلومات لشبابنا من اجل مستقبل افضل فيجب على كل من لديه معلومه ان يضعها فى هذا القسم لكى تكن له صدقه جاريه ويستفاد بها الجميع ان شاء الله موقع بنى هلال يتمنى ان تستمتعوا بوقتكم معنا...................
الأن فى موقع الماسه ماى جو موقع قرية بنى هلال الاول....( دردشـــــــه جــــمـــاعــــيـــه ) فى اسفل الصفحه الرئيسيه لكل الاعضاء اذا اردت الدخول فعليك تسجيل عضويتك فى الموقع ...........نتمنى لكم وقت ممتع مع الماسه ماى جو
اكثر الاعضاء نشاطا فى الموقع هم (حامد عبد المعطى الخشن) و ( حياتى الله ) لهم من اسرة الموقع جزيل الشكر
شركة الأيــمـــان للتجاره
لتجارة الاعلاف والكتاكيت ومستلزمات المزارع اداره الحاج فؤاد العياط ت/0144677666
مواضيع مماثلة
    شـركـة اسـيـوط للأسـتـثـمار
    احـــدى شــركــــات الـهـيـئـه الـعـامـه للأ سـتـثـمـار ادارة / أ. طـــه عبد السلام ت/ 0889211511 assiutco@yahoo.com
    الـجـمـعـيـه الـخـيـريـه
    هى من اهم الاعمال الخيريه فى القريه تتكفل ب 200 اسره تحتوى على مشغل خياطه للفتيات ومركز للتدرب الاطفال الحاسب الالى
    زوووووووووم
    مـصـور فـديـو بأحدث الكاميرات م: احمد حسن القوصيه. ش: مصرف مهنى العاشر من رمضان 0109449821
    مـــــووودى شــوب
    لتصاميم ودورات الفوتوشوب م:محمود عزت محمود ت: 0184611322
    ورشة المهندس
    للرخام والجرانيت ملوى: اخر شارع الرحمه خلف المساكن م: صابر احمد حسين مزايكو 0103611741 0173870885
    اولاد الشيخ للتجاره
    للتجاره العامه .ادوات مدرسيه. مواد غذائيه.هدايا.لعب اطفال. ادارة :أ.احمد محمود عبد الصبور

     

     تاريخ الاسلام للذهبى (1)

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    السويدى




    عدد المساهمات : 29
    نقاط : 9917
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 04/06/2011

    تاريخ الاسلام للذهبى (1) Empty
    مُساهمةموضوع: تاريخ الاسلام للذهبى (1)   تاريخ الاسلام للذهبى (1) Icon_minitimeالأحد يونيو 05, 2011 4:40 pm

    السيرة النبوية



    نسب سيد البشر محمد رسول الله أبو القاسم سيّد المرسلين وخاتم النّبيّين صلى الله عليه وسلم:

    هو محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب واسم عبد المطّلب شيبة بن هاشم ، واسمه عمرو بن عبد مناف ، واسمه المغيرة بن قصيّ ، واسمه زيد بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة ، واسمه عامر ، بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم ، صلّى الله عليهما وعلى نبيّنا وسلّم ، بإجماع النّاس.

    لكن اختلفوا فيما بين عدنان وبين إسماعيل من الآباء، فقيل بينهما تسعة آباء، وقيل سبعة، وقيل مثل ذلك عن جماعة -لكن اختلفوا في أسماء بعض الآباء- وقيل بينهما خمسة عشر أباً، وقيل بينهما أربعون أباً وهو بعيد، وقد ورد عن طائفة من العرب ذلك.

    وأما عروة بن الزّبير فقال: ما وجدنا من يعرف ما وراء عدنان ولا قحطان إلاّ تخرّصاً.

    وعن ابن عبّاس قال: بين معد بن عدنان وبين إسماعيل ثلاثون أباً قاله هشام بن الكلبيّ النسّابة، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، ولكن هشام وأبوه متروكان.

    وجاء بهذا الإسناد أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا انتهى إلى عدنان أمسك ويقول: كذب النسّابون قال الله تعالى: "وقروناً بين ذلك كثيراً ".

    وقال أبو الأسود يتيم عروة: سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة، وكان من أعلم قريش بأنسابها وأشعارها يقول: ما وجدنا أحداً يعلم ما وراء معدّ بن عدنان في شعر شاعر ولا علم عالم.

    قال هشام بن الكلبيّ: سمعت من يقول: إنّ معدّاً كان على عهد عيسى ابن مريم عليه السلام.

    وقال أبو عمر بن عبد البر: كان قوم من السّلف منهم عبد الله بن مسعود، ومحمد بن كعب القرظيّ، وعمرو بن ميمون الأودي إذا تلوا: " والذين من بعدهم لا يعلمهم إلاّ الله " قالوا: كذب النّسّابون، قال أبو عمر: معنى هذا عندنا على غير ما ذهبوا إليه، وإنّما المعنى فيها والله أعلم: تكذيب من ادّعى إحصاء بني آدم. وأمّا أنساب العرب فإنّ أهل العلم بأيّامها وأنسابها قد وعوا وحفظوا جماهيرها وأمّهات قبائلها، واختلفوا في بعض فروع ذلك. والذي عليه أئمة هذا الشأن أنّه: عدنان بن أدد بن مقوّم بن ناحور، ابن تيرح، ين يعرب، بن يشجب، بن نابت، بن إسماعيل، بن إبراهيم الخليل، بن آزر -واسمه تارح- بن ناحور، بن ساروغ بن راغو، ابن فالخ، بن عيبر، بن شالخ، بن أرفخشذ، بن سام، بن نوح عليه السلام، بن لمّك، بن متّوشلخ، بن خنوخ -وهو إدريس عليه السلام- ابن يرد، بن مهليل، بن قينن، بن يانش، بن شيث، بن آدم أبي البشر عليه السلام. قال: وهذا الذي اعتمده محمد بن إسحاق في السيرة، وقد اختلف أصحاب ابن إسحاق عليه في بعض الأسماء.

    قال ابن سعد: الأمر عندنا الإمساك عما وراء عدنان إلى إسماعيل.

    وروى سلمة الأبرش، عن ابن إسحاق هذا النسب إلى يشجب سواء، ثم خالفه فقال: يشجب، بن يانش، بن ساروغ، بن كعب، بن العوّام، ابن قيذار، بن نبت، بن إسماعيل، بن إبراهيم الخليل عليهم السلام.

    وقال ابن إسحاق: يذكرون أن عمر إسماعيل بن إبراهيم الخليل مائة وثلاثون سنة، وأنه دفن في الحجر مع أمه هاجر.

    وقال عبد الملك بن هشام: حدّثني خلاد بن قرّة بن خالد السّدوسيّ، عن شيبان بن زهير، عن قتادة قال: إبراهيم خليل الله هو ابن تارح، بن ناحور، بن أشرع، بن أرغو، بن فالخ، بن عابر، بن شالخ، بن أرفخشذ، بن سام، بن نوح، بن لعيب، بن متّوشلخ، بن خنوخ، ابن يرد، بن مهلاييل، بن قاين، بن أنوش، بن شيث، بن آدم.

    وروى عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبّه، أنّه وجد نسب إبراهيم عليه السلام في التّوراة: إبراهيم، بن تارح، بن ناحور، ابن شروغ، بن أرغو، بن فالغ، بن عابر، بن شالخ، بن أرفخشذ، بن سام، بن نوح، بن لمّك، بن متشالخ، بن خنوخ -وهو إرديس- بن يارد، بن مهلاييل، بن قينان، بن أنوش، بن شيث، بن آدم.

    وقال ابن سعد: ثنا هشام بن الكلبيّ قال: علّمني أبي وأنا غلام نسب النّبيّ صلى الله عليه وسلم محمد، الطّيّب المبارك ولد عبد الله بن عبد المطّلب ، واسمه شيبة الحمد ، بن هاشم ، واسمه عمرو ، بن عبد مناف ، واسمه المغيرة ، بن قصيّ ، واسمه زيد ، بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان. قال أبي: وبين معدّ وإسماعيل نيّف وثلاثون أباً، وكان لا يسمّيهم ولا ينفذهم.

    قلت: وسائر هذه الأسماء أعجميّة، وبعضها لا يمكن ضبطه بالخطّ إلاّ تقريباً. وقد قيل في قوله تعالى: " وفصيلته التّي تؤويه " : فصيلة النّبيّ صلى الله عليه وسلم بنو عبد المطّلب أعمامه وبنو أعمامه، وأمّا فخذه فبنو هاشم قال: وبنو عبد مناف بطنه، وقريش عمارته، وبنو كنانة قبيلته، ومضر شعبه.

    قال الأوزاعيّ: حدّثني شدّاد أبو عمّار، حدّثني واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اصطفى الله كنانةً من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى هاشماً من قريش، واصطفاني من بني هاشم " رواه مسلم.

    وأمّه آمنة وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، فهي أقرب نسباً إلى كلاب من زوجها عبد الله برجل.


    مولده المبارك صلى الله عليه وسلم





    أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن أبي الفتح، والفتح ابن عبد الله قالا: أنبأ محمد بن عمر الفقيه، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور، أنا عليّ بن عرم الحربيّ، ثنا أحمد بن الحسن الصّوفيّ، ثنا يحيى بن معين، ثنا حجّاج بن محمد، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ولد يوم الفيل صحيح.

    وقال ابن إسحاق: حدّثني المطّلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، عن أبيه، عن جدّه قيس بن مخرمة بن المطّلب قال: ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، كنا لدين. أخرجه الترمذي، وإسناده حسن.

    وقال إبراهيم بن المنذر الحزاميّ: ثنا سليمان النّوفليّ، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، وكانت عكاظ بعد الفيل بخمس عشرة، وبني البيت على رأس خمس وعشرين سنة من الفيل. وتنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين سنة من الفيل.

    قال شباب العصفريّ: ثنا يحيى بن محمد، ثنا عبد العزيز بن عمران، حدّثني الزّبير بن موسى، عن أبي الحويرث، سمعت قباث بن اشيم يقول: أنا أسنّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أكبر منّي، وقفت بي أميّ على روث الفيل محيلاً أعقله، وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل. يحيى أبو زكير، وشيخه متروك الحديث.

    وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم على رأس خمس عشرة سنة من بنيان الكعبة، وكان بينه وبين مبعثه وبين أصحاب الفيل سبعون سنة.

    كذا قال. وقد قال إبراهيم بن المنذر وغيره: هذا وهم لا يشكّ فيه أحد من علمائنا. إنّ رسول الله ولد عام الفيل وبعث على راس أربعين سنة من الفيل.

    وقال يعقوب القميّ، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن ابن أبزى قال: كان بين الفيل وبين مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين. وهذا قول منقطع.

    وأضعف منه ما روى محمد بن عثمان بن أبي شيبة وهو ضعيف قال: ثنا عقبة بن مكرم، ثنا المسيّب بن شريك، عن شعيب بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه قال: حمل برسول الله صلى الله عليه وسلم في عاشوراء المحرّم، وولد يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان سنة ثلاث وعشرين من غزوة أصحاب الفيل وهذا حديث ساقط كما نرى.

    وأوهى منه ما يروى عن الكلبيّ ، وهو متّهم ساقط، عن أبي صالح باذام، عن ابن عبّاس قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفيل بخمس عشرة سنة. قد تقدّم ما يبيّن كذب هذا القول عن ابن عبّاس بإسناد صحيح.

    قال خليفة بن خيّاط: المجمع عليه أنه ولد عام الفيل.

    وقال الزّبير بن بكّار: ثنا محمد بن حسن، عن عبد السّلام بن عبد الله، عن معروف بن خربوذ وغيره من أهل العلم قالوا: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، وسمّيت قريش آل الله وعظمت في العرب، ولد لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول وقيل: من رمضان يوم الإثنين حين طلع الفجر.

    وقال أبو قتادة الأنصاريّ: سأل أعرابيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما تقول في صوم يوم الإثنين؟ قال: " ذاك يوم ولدت فيه وفيه أوحي إليّ ". أخرجه مسلم

    وقال عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب وغيره، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد في ليلة الاثنين من ربيع الأول عند أبهرار النّهار.

    وروى ابن إسحاق قال: حدّثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة قال: حدّثني من شئت من رجال قومي، عن حسّان بن ثابت، قال: إني لغلام يفعة، إذا سمعت يهودياً وهو على أطمة يثرب يصرخ: يا معشر يهود، فلما اجتمعوا إليه قالوا: ويلك ما لك؟ قال: طلع نجم أحمد الذي يبعث اللّيلة.

    وقال ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن حنش، عن ابن عبّاس قال: ولد نبيّكم صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين ونبّئ يوم الإثنين. وخرج من مكة يوم الإثنين، وقدم المدينة يوم الإثنين، وفتح مكة يوم الإثنين، ونزلت سورة المائدة يوم الإثنين، وتوفّي يوم الإثنين. رواه أحمد في مسنده، وأخرجه الفسوي في تاريخه.

    وقال شيخنا أبو محمد الدّمياطي في السيرة من تأليفه، عن أبي جعفر محمد بن عليّ قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لعشر ليال خلون من ربيع الأول، وكان قدوم أصحاب الفيل قبل ذلك في النّصف من المحرّم. وقال أبو معشر نجيح: ولد لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول. قال الدّمياطيّ: والصّحيح قول أبي جعفر، قال: ويقال: إنّه ولد في العشرين من نيسان.

    وقال أبو أحمد الحاكم: ولد بعد الفيل بثلاثين يوماً. قاله بعضهم: قال: وقيل بعده بأربعين يوماً.

    قلت: لا أبعد أنّ الغلط وقع من هنا على من قال ثلاثين عاماً أو أربعين عاماً، فكأنّه أراد أن يقول يوماً فقال عاماً.

    وقال الوليد بن مسلم، عن شعيب بن أبي حمزة، عن عطاء الخراسانيّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما: أنّ عبد المطّلب ختن النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم سابعه، وصنع له مأدبّةً وسمّاه محمداً.

    وهذا أصحّ ممّا رواه ابن سعد: أنبأ يونس بن عطاء المكّي، ثنا الحكم بن أبان العدني، ثنا عكرمة، عن ابن عبّاس، عن أبيه العباس قال: ولد النّبيّ صلى الله عليه وسلم مختوناً مسروراً، فأعجب ذلك عبد المطّلب وحظي عنده وقال: ليكوننّ لابني هذا شأن.

    تابعه سليمان بن سلمة الخبائري، عن يونس، لكن أدخل فيه بين يونس والحكم: عثمان بن ربيعة الصّدائي.

    قال شيخنا الدّمياطيّ: ويروى عن أبي بكرة قال: ختن جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طهّر قلبه. قلت: هذا منكر.


    أسماء النّبيّ صلى الله عليه وسلم وكنيته




    الزّهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ لي أسماءً: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر النّاس على قدمي، وأنا العاقب قال الزّهري: والعاقب الذي ليس بعده نبيّ. متفقّ عليه.


    وقال الزّهريّ: وقد سمّاه الله رؤوفاً رحيماً.

    وقال حمّاد بن سلمة، عن جعفر بن أبي وحشيّة، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن ابيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الحاشر، وأنا الماحي، والخاتم، والعاقب. وهذا إسناد قويّ حسن.

    وجاء بلفظ آخر قال: أنا أحمد، ومحمد، والمقفّي، والحاشر، ونبيّ الرحمة، ونبيّ الملحمة.

    وقال عبد الله بن صالح: ثنا اللّيث، حدّثني خالد بن يزيد، عن سعيد ابن أبي هلال، عن عقبة بن مسلم، عن نافع بن جبير بن مطعم: أنّه دخل على عبد الملك بن مروان فقال له: أتحصي أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان جبير يعدّها؟ قال: نعم، هي ستّة: محمد، وأحمد، وخاتم، وحاشر، وعاقب، وماح. فأمّا حاشر فبعث مع السّاعة نذيراً لكم، وأمّا عاقب فإنّه عقّب الأنبياء، وأمّا ماحي فإنّ الله محا به سيّئات من اتّبعه.

    فأمّا عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى الأشعريّ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمّي لنا نفسه أسماءً فقال: أنا محمد، وأحمد، والحاشر، والمقفيّ، ونبيّ التوبة، والملحمة. رواه مسلم.

    وقال وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً قال: أيّها النّاس إنّما أنا رحمة مهداة.

    ورواه زياد بن يحيى الحسّاني، عن سعير بن الخمس، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موصولاً.

    وقد قال الله تعالى: وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين.

    وقال وكيع، عن إسماعيل الأزرق، عن ابن عمر، عن ابن الحنفيّة قال: يس محمد صلى الله عليه وسلم.

    وعن بعضهم قال: لرسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن خمسة أسماء: محمد، وأحمد، وعبد الله، ويس، وطه. وقيل: طه، لغة لعكّ، أي يا رجل، فإذا قلت لعكيّ: يا رجل، لم يلتفت، فإذا قلت له: طه، التفت إليك. نقل هذا الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، والكلبيّ متروك. فعلى هذا القول لا يكون طه من أسمائه.

    وقد وصفه الله تعالى في كتابه فقال: رسولاً، ونبيّاً أمّيّاً، وشاهداً، ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه، وسراجاً منيراً، ورؤوفاً رحيماً، ومذكراً، ومدّثّراً ومزّمّلاً، وهادياً، إلى غير ذلك.

    ومن أسمائه: الضّحوك، والقتّال، جاء في بعض الآثار عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنا الضّحوك أنا القتّال.

    وقال ابن مسعود: حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصّادق المصدوق، وفي التّوراة فيما بلغنا أنّه حرز للأمّيّين، وأنّ اسمه المتوكّل.

    ومن أسمائه: الأمين. وكانت قريش تدعوه به قبل نبوّته.

    ومن أسمائه الفاتح، وقثم.

    وقال عليّ بن زيد بن جدعان: تذاكروا أحسن بيت قالته العرب فقالوا: قول أبي طالب في النّبيّ صلى الله عليه وسلم:

    وشقّ له من اسمه ليجلّه فذو العرش محمود وهذا محمد

    وقال عاصم بن أبي النّجود، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة فقال: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا نبيّ الرحمة، ونبيّ التوبة، والمقفيّ، وأنا الحاشر، ونبيّ الملحمة قال: المقفيّ الذي ليس بعده نبيّ، رواه التّرمذيّ في الشمائل وإسناده حسن.

    وقد رواه حمّاد بن سلمة، عن عاصم، فقال عن زرّ، عن حذيفة نحوه.

    ويروى بإسناد واه عن أبي الطّفيل قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: لي عشرة أسماء، فذكر منها الفاتح، والخاتم.

    قلت: وأكثر ما سقنا من أسمائه صفات له لا أسماء أعلام.

    وقد تواتر أنّ كنيته أبو القاسم.

    قال ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: سمّوا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي متفق عليه.

    وقال محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجمعوا اسمي وكنيتي، أنا أبو القاسم، الله يعطي وأنا أقسم.

    وقال ابن لهيعة، عن عقيل، عن الزّهري، عن أنس قال: لما ولد إبراهيم ابن النّبيّ صلى الله عليه وسلم من ماريّة كاد يقع في نفسه منه، حتى أتاه جبريل عليه السلام ، قال: السلام عليك يا أبا إبراهيم. ابن لهيعة ضعيف.


    ما ورد في قصّة سطيح وخمود النيران ليلة المولد وانشقاق الإيوان





    قال ابن أبي الدّنيا وغيره: ثنا عليّ بن حرب الطّائي، أنا أبو يعلى أيوب بن عمران البجلي، حدّثني مخزوم بن هانئ المخزومي، عن أبيه، وكان قد أتت عليه مائة وخمسون سنة قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ورأى الموبذان إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها، فلمّا أصبح كسرى أفزعه ما رأى من شأن إيوانه فصبر عليه تشجّعاً، ثم رأى أن لا يستر ذلك عن وزرائه ومرازبته، فلبس تاجه وقعد على سريره وجمعهم، فلما اجتمعوا عنده قال: أتدرون فيم بعثت إليكم؟ قالوا: لا إلاّ أن يخبرنا الملك، فبينا هم على ذلك إذ ورد عليهم كتاب بخمود النّار، فازداد غمّاً إلى غمّه، فقال الموبذان: وأنا قد رأيت -أصلح الله الملك- في هذه اللّيلة، ثم قصّ على رؤياه فقال: أيّ شيء يكون هذا يا موبذان؟ قال: حدث يكون في ناحية العرب، وكان أعلمهم في أنفسهم، فكتب كسرى عند ذلك: من كسرى ملك الملوك إلى النّعمان بن المنذر، أما بعد، فوجّه إليّ رجل عالم بما أريد أن أسأله عنه. فوجّه إليه بعبد المسيح بن حيّان بن بقيلة الغسانيّ، فلما قدم عليه قال له: ألك علم بما أريد أن أسألك عنه؟ قال: ليسألني الملك فإن كان عندي علم إلا أخبرته بمن يعلمه، فأخبره بما رأى، فقال: علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف الشام يقال له سطيح قال: فائته فسله عما سألتك وائتني بجوابه، فركب حتى أتى على سطيح وقد أشفى على الموت، فسلّم عليه وحيّاه فلم يحر سطيح جواباً، فأنشأ عبد المسيح يقول:

    أصمّ أم يسمع غطريف اليمن أم فاد فازلمّ به شأو العنن

    يا فاصل الخطّة أعيت من ومن أتاك شيخ الحيّ من آل سنن

    وأمّه من آل ذئب بن حجن أزرق نهم النّاب صرّار الأذن

    أبيض فضفاض الرّداء والبدن رسول قيل العجم يسري للوسن

    تجوب بي الأرض عل نداة شزن ترفعني وجناً وتهوي بي وجن

    لا يرهب الرّعد ولا ريب الزّمن كأنّما أخرج من جوف ثكن

    حتى أتى عاري الجآجي والقطن تلفّه في الريح بوغاء الدّمن

    فقال سطيح: عبد المسيح، جاء إلى سطيح، وقد أوفى على الضّريح، بعثك ملك بني ساسان، لارتجاس الإيوان، وخمود النّيران، ورؤيا الموبذان، رأى إبلاً صعاباً، تقود خيلاً عرابا، قد قطعت دجلة، وانتشرت في بلادها، يا عبد المسيح إذا كثرت التّلاوة، وظهر صاحب الهراوة، وفاض وادي السّماوة، وخمدت نار فارس، فليس الشام لسطيح شاما، يملك منهم ملوك وملكات، على عدد الشّرفات، وكلّ ما هو آت آت. ثم قضى شطيح مكانه، وسار عبد المسيح إلى رحله، وهو يقول:

    شمّر فإنّك ماضي الهمّ شمّير لا يفزعنّك تفريق وتغيير

    إن يمس ملك بني ساسان أفرطهم فإنّ ذا الدّهر أطوار دهارير

    فربّما ربّما أضحوا بمنزلة تهاب صولهم الأسد المهاصير

    منهم أخو الصّرح بهرام وإخوته والهرمزان وسابور وسابور

    والنّاس أولاد علاّت فمن علموا أن قد أقلّ فمحقور ومهجور

    وهم بنو الأمّ إمّا إن رأوا نشباً فذاك بالغيب محفوظ ومنصور

    والخير والشرّ مصفودان في قرن فالخير متبّع والشّرّ محذور

    فلما قدم على كسرى أخبره بقول سطيح فقال كسرى: إلى متى يملك منّا أربعة عشر ملكاً تكون أمور، فملك منهم عشرة أربع سنين، وملك الباقون إلى آخر خلافة عثمان رضي الله عنه.

    هذا حديث منكر غريب.

    وبالإسناد إلى البكّائيّ، عن ابن إسحاق قال: كان ربيعة بن نصر ملك اليمن بين أضعاف ملوك التّبابعة، فرأى رؤيا وفظع منها، فلم يدع كاهناً ولا ساحراً ولا عائفاً ولا منجّماً من أهل مملكته إلاّ جمعه إليه، فقال لهم: إنّي قد رأيت رؤيا هالتني فأخبروني بها وبتأويلها، قالوا: اقصصها علينا نخبرك بتأويلها، قال: إنّي إن أخبرتكم عنها لم أطمئنّ إلى خبركم عن تأويلها، إنّه لا يعرف تأويلها إلاّ من عرفها، فقيل له: إن كان الملك يريد هذا فليبعث إلى سطيح وشقّ فإنّه ليس أحد أعلم منهما، فبعث إليهما فقدم سطيح قبل شقّ، فقال له: رأيت حممةً خرجت من ظلمة، فوقعت بأرض، تهمة، فأكلت منها كلّ ذات جمجمة. قال: ما أخطأت منها شيئاً، فما تأويلها؟ فقال: أحلف بما بين الحرّتين من حنش، ليهبطنّ أرضكم الحبش، فليملكنّ ما بين أبين إلى جرش. فقال الملك: وأبيك يا سطيح إنّ هذا لنا لغائط موجع، فمتى هو كائن أفي زماني أم بعده؟ قال: بل بعده بحين، أكثر ن ستّين أو سبعين من السّنين، ثم يقتلون ويخرجون هاربين. قال: نم يلي ذلك من إخراجهم؟ قال: يليه إرم ذي يزن، يخرج عليهم من عدن فلا يترك أحداً باليمن. قال: أفيدوم ذلك؟ قال: بل ينقطع بنبيّ زكيّ يأتيه الوحي من قبل العليّ. قال: وممّن هو؟ قال: من ولد فهر، بن مالك، بن النّضر، يكون الملك في قومه إلى آخر الدّهر. قال: وهل للدّهر من آخر؟ قال: نعم، يوم يجمع فيه الأوّلون والآخرون، يسعد فيه المحسنون، ويشقى فيه المسيئون. قال: أحقّ ما تخبرني؟ قال: نعم والشّفق والغسق، والفلق إذا اتّسق، إنّ ما أنبأتك به لحقّ. ثم قدم عليه شقّ، فقال له كقوله لسطيح، وكتمه ما قال لسطيح لينظر أيتفقان قال: نعم حممةً خرجت من ظلمه، فوقعت بين روضة وأكمة، فأكلت منها كلّ ذات نسمة، فلما قال ذلك عرف أنّهما قد اتّفقا، فوقع في نفسه، فجهّز أهل بيته إلى العراق، وكتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرّزاذ، فأسكنهم الحيرة، فمن بقيّة ولد ربيعة بن نصر: النّعمان بن المنذر فهو في نسب اليمن: النّعمان بن المنذر بن النّعمان بن المنذر بن عمرو بن عديّ بن ربيعة بن نصر.


    باب من ليلة المولد





    عن ابن عبّاس، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح. هذا حديث ضعيف، فيه متروكان: الواقديّ، وأبو بكر بن أبي سبرة.

    وورد مثله عن محمد بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن الحسين، عن عليّ، وهو منقطع إن صحّ عن جعفر بن محمد، ولكن معناه صحيح.

    وقال خالد الحذّاء، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء قال: قلت: يا رسول الله، متى كنت نبيّاً؟ قال: وآدم بين الروح والجسد.

    وقال منصور بن سعد، وإبراهيم بن طهمان واللّفظ له: ثنا بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة الفجر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم متى كنت نبيّاً؟ قال: وآدم بين الروح والجسد. وقال التّرمذيّ: ثنا الوليد بن شجاع، ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: سئل النّبيّ صلى الله عليه وسلم: متى وجبت لك النّبوّة؟ قال: بين خلق آدم ونفخ الروح فيه قال التّرمذيّ: حسن غريب.

    قلت: لولا لين في الوليد بن مسلم لصحّحه التّرمذيّ.

    وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدّثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك قال: أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمّي حين حملت بي كان نوراً خرج منها أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام.

    وروينا بإسناد حسن ، إن شاء الله ، عن العرباض بن سارية، أنه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: إنّي عبد الله وخاتم النّبيّين، وإنّ آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم عن ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى لي، ورؤيا أمّي التي رأت. وإن أمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نوراً أضاءت منه قصور الشام. رواه اللّيث، وابن وهب، عن معاوية بن صالح، سمع سعيد بن سويد يحدّث عن عبد الأعلى بن هلال السّلمي، عن العرباض فذكره.

    ورواه أبو بكر بن أبي مريم الغسّاني، عن سعيد بن سويد، عن العرباض نفسه.

    وقال فرج بن فضالة: ثنا لقمان بن عامر، سمعت أبا أمامة، قال قلت: يا رسول الله، ما كان بدء أمرك؟ قال: دعوة إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمّي أنّه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام. رواه أحمد في مسنده عن أبي النّضر، عن فرج.

    قوله: لمنجدل أي ملقىً، وأمّا دعوة إبراهيم فقوله: " ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم " وبشارة عيسى قوله: " ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ".

    وقال أبو ضمرة: ثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: قسم الله الأرض نصفين فجعلني في خيرهما، ثم قسم النّصف على ثلاثة فكنت في خير ثلت منها، ثم اختار العرب من النّاس، ثم اختار قريشاً من العرب، ثم اختار بني هاشم من قريش، ثم اختار بني عبد المطّلب من بني هاشم، ثم اختارني من بني عبد المطّلب هذا حديث مرسل.

    وروى زحر بن حصن، عن جدّه حميد بن منهب قال: سمعت جدّي خريم بن أوس بن حارثة يقول: هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من تبوك، فسمعت العبّاس، يقول: يا رسول الله إنّي أريد أن أمتدحك. قال: قل لا يفضض اللّه فاك. فقال:

    من قبلها طبت في الظّلال وفي مستودع حيث يخصف الورق

    ثم هبطت البلاد لا بشر أنت ولا مضغة ولا علق

    بل نطفة تركب السّفين وقد ألجم نسراً وأهله الغرق

    تنقل من صالب إلى رحم إذا مضى عالم بدا طبق

    حتّى احتوى بيتك المهيمن من خندف علياء تحتها النّطق

    وأنت لما ولدت أشرقت الأ رض وضاءت بنورك الأفق

    فنحن في ذلك الضّياء وفي النّـ ـور وسبل الرّشاد تخترق

    الظّلال: ظلال الجنة. قال الله تعالى " إنّ المتّقين في ظلال وعيون ". والمستودع: هو الموضع الذي كان فيه آدم وحواء يخصفان عليهما من الورق، أي يضمّان بعضه إلى بعض يتستران به، ثم هبطت إلى الدنيا في صلب آدم، وأنت لا بشر ولا مضغة. وقوله: تركب السّفين يعني في صلب نوح. وصالب لغة غريبة في الصّلب، ويجوز في الصّلب الفتحتان كسقم وسقم. والطّبق: القرن، كلّما مضى عالم وقرن جاء قرن، ولأن القرن يطبق الأرض بسكناه بها. ومنه قوله عليه السلام في الاستسقاء: " اللّهم اسقنا غيثاً مغيثاً طبقاً غدقاً " أي يطبق الأرض. وأما قوله تعالى " لتركبنّ طبقاً عن طبق " أي حالاً بعد حال. والنّطق: جمع نطاق وهو ما يشدّ به الوسط ومنه المنطقة. أي أنت أوسط قومك نسباً. وجعله في علياء وجعلهم تحته نطاقاً. وضاءت: لغة في أضاءت. وأرضعته ثويبة جارية أبي لهب، مع عمّه حمزة، ومع أبي سلمة ابن عبد الأسد المخزوميّ رضي الله عنهما.

    قال شعيب، عن الزّهري، عن عروة إنّ زينب بنت أبي سلمة وأمّها أخبرته، أنّ أم حبيبة أخبرتهما قالت: قلت: يا رسول الله، انكح أختي بنت أبي سفيان. قال: أو تحبين ذلك؟ قلت: لست لك بمخلية وأحبّ إليّ من يشركني في خير، أختي. قال: إنّ ذلك لا يحلّ لي، فقلت: يا رسول الله إنّا لنتحدّث أنّك تريد أن تنكح درّة بنت أبي سلمة، فقال: والله لو لم تكن ريبتي في حجري ما حلّت لي، إنّها ابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة، فلا تعرضنّ عليّ بناتكن ولا أخواتكن. أخرجه البخاري.

    وقال عروة في سياق البخاري: ثويبة مولاة أبي لهب، أعتقها، فأرضعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فلما مات أبو لهب رآه بعض أهله في النّوم بشرّ حيبة، يعني حالة. فقال له: ماذا لقيت؟ قال: لم ألق بعدكم رخاءً، غير أنّي أسقيت في هذه منّي بعتاقتي ثويبة. وأشار إلى النّقرة التي بين الإبهام والتي تليها. ثم أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السّعديّة وأخذته معها إلى أرضها، فأقام معها في بني سعد نحو أربع سنين، ثم ردّته إلى أمّه.

    قال يحيى بن أبي زائدة: قال محمد بن إسحاق، عن جهم بن أبي جهم، عن عبد الله بن جعفر، عن حليمة بنت الحارث أمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم السّعديّة قالت: خرجت في نسوة نلتمس الرّضعاء بمكة على أتان لي قمراء قد أذمّت بالرّكب، وخرجنا في سنة شهباء لم تبق شيئاً، ومعنا شارف لنا، والله إن تبضّ علينا بقطرة، ومعي صبيّ لي لا ننام ليلنا مع بكائه، فلما قدمنا مكة لم يبق منّا امرأة عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه، وإنّما كنا نرجو كرامة رضاعة من أبيه، وكان يتيماً، فلم يبق من صواحبي امرأة إلاّ أخذت صبيّاً، غيري. فقلت لزوجي: لأرجعنّ إلى ذلك اليتيم فلآخذنّه، فأتيته فأخذته، فقال زوجي: عسى الله أن يجعل فيه خيراً. قالت: فوالله ما هو إلاّ أن جعلته في حجري فأقبل عليه ثديي بما شاء من اللّبن، فشرب وشرب أخوه رويا، وقام زوجي إلى شارفنا من الليل، فإذا بها حافل، فحلب وشربنا حتى روينا، فبتنا شباعاً رواءً، وقد نام صبياننا، قال أبوه: والله يا حليمة ما أراك إلاّ قد أصبت نسمةً مباركة، ثم خرجنا، فوالله لخرجت أتاني أمام الرّكب قد قطعتهنّ حتى ما يتعلّق بها أحد، فقدمنا منازلنا من حاضر بني سعد بن بكر، فقدمنا على أجدب أرض الله، فوالذي نفسي بيده إن كانوا ليسرّحون أغنامهم ويسرّح راعيّ غنمي، فتروح غنمي بطاناً لبّناً حفّلاً، وتروح أغنامهم جياعاً، فيقولون لرعاتهم: ويلكم ألا تسرحون حيث تسرح راعي حليمة؟ فيسرحون في الشّعب الذي يسرح فيه راعينا، فتروح أغنامهم جياعاً ما بها من لبن، وتروح غنمي لبّناً حفّلاً. فكان صلى الله عليه وسلم يشبّ في يومه شباب الصّبيّ في الشهر، ويشبّ في الشهر شباب الصّبيّ في سنة، قالت: فقدمنا على أمّه فقلنا لها: ردّي علينا ابني فإنّا نخشى عليه وباء مكة، قالت: ونحن أضنً شيء به ممّا رأينا من بركته، قالت: ارجعا به، فمكث عندنا شهرين فبينا هو يلعب وأخوه خلف البيوت يرعيان بهماً لنا، إذ جاء أخوه يشتدّ قال: أدركا أخي قد جاءه رجلان فشقّا بطنه، فخرجنا نشتدّ، فأتيناه وهو قائم منتقع اللّون، فاعتنقه أبوه وأنا، ثم قال: ما لك يا بنيّ؟ قال: أتاني رجلان فأضجعاني ثم شقا بطني فوالله ما أدري ما صنعا، فرجعنا به. قالت: يقول أبوه: يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلاّ أنه أضيب، فانطلقي فلنردّه إلى أهله. فرجعنا به إليها، فقالت: ما ردّكما به؟ فقلت: كفلناه وأدّينا الحقّ، ثم تخوّفنا عليه الأحداث. فقالت: والله ما ذاك بكما، فأخبراني بركما، فما زالت بنا حتى أخبرناها، قالت: فتخوّفتما عليه؟ كلاّ والله إنّ لابني هذا شأناً، إنّي حملت به فلم أحمل حملاً قطّ كان أخفّ منه ولا أعظم بركة، ثم رأيت نوراً كأنّه شهاب خرج منّي حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى، ثم وضعته فما وقع كما يقع الصّبيان، وقع واضعاً يديه بالأرض رافعاً رأسه إلى السماء، دعاه والحقا شأنكما. هذا حديث جيّد الإسناد.

    قال أبو عاصم النّبيل: أخبرني جعفر بن يحيى، أنا عمارة بن ثوبان أنّ أبا الطّفيل أخبره قال: رأيت رسول الله صلى الله
    عليه وسلم، وأقبلت إليه امرأة حتى دنت منه، فبسط لها رداءه فقلت: من هذه؟ قالوا: أمّه التي أرضعته. أخرجه أبو داود.


    قال مسلم: ثنا شيبان، ثنا حماد، ثنا ثابت، عن أنس: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق قلبه، فاستخرج منه علقةً، فقال: هذا حظّ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، وثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمّه، يعني مرضعته، فقالوا: إنّ محمداً قد قتل، فاستقبلوه منتقع اللّون. قال أنس: قد كنت أرى أثر المخيط في صدره.

    وقال بقيّة، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السّلمي، عن عتبة بن عبد، فذكر نحواً من حديث أنس. وهو صحيح أيضاً وزاد فيه: فرحّلت -يعني ظئره- بعيراً، فحملتني على الرّحل، وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمّي فقالت: أدّيت أمانتي وذمّتي، وحدّثتها بالذي لقيت، فلم يرعها ذلك فقالت: إنّي رأيت خرج منّي نور أضاءت منه قصور الشام.

    وقال سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتيت وأنا في أهلي، فانطلق بي إلى زمزم فشرح صدري، ثم أتيت بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فحشي بها صدري -قال أنس: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يرينا أثره- فعرج بي الملك إلى السّماء الدنيا. وذكر حديث المعراج.

    وقد روى نحوه شريك بن أبي نمر، عن أنس، عن أبي ذرّ، وكذلك رواه الزّهري، عن أنس، عن أبي ذرّ أيضاً.

    وأما قتادة فرواه عن أنس، عن مالك بن صعصعة بنحوه.

    وإنّما ذكرت هذا ليعرف أنّ جبريل شرح صدره مرّتين: في صغره ووقت الإسراء به.


    وفاة عبد الله بن عبد المطّلب





    وتوفّي عبد الله أبوه وللنّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرون شهراً.

    وقيل: أقلّ من ذلك.

    وقيل: وهو حمل. توفّي بالمدينة غريباً، وكان قدمها ليمتار تمراً، وقيل: بل مرّ بها مريضاً راجعاً من الشام، فروى محمد بن كعب القرظيّ وغيره: أنّ عبد الله ابن عبد المطّلب خرج إلى الشام إلى غزّة في عير تحمل تجارات، فلمّا قفلوا مرّوا بالمدينة وعبد الله مريض فقال: أتخلّف عند أخوالي بني عديّ بن النّجار، فأقام عندهم مريضاً مدّة شهر، فبلغ ذلك عبد المطّلب، فبعث إليه الحارث وهو أكبر ولده؛ فوجده قد مات؛ ودفن في دار النّابغة أحد بني النّجار؛ والنّبيّ صلّى الله عليه وسلم يومئذ حمل، على الصّحيح.

    وعاش عبد الله خمساً وعشرين سنة. قال الواقدي: وذلك أثبت الأقاويل في سنّه ووفاته.

    وترك عبد الله من الميراث أمّ أيمن وخمسة أجمال وغنماً، فورث ذلك النّبيّ صلى الله عليه وسلم.

    وتوفّيت أمّه آمنة بالأبواء وهي راجعة به -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة من زيارة أخوال أبيه بن عديّ بن النّجار، وهو يومئذ ابن ست سنين ومائة يوم. وقيل: ابن أربع سنين. فلمّا ماتت ودفنت، حملته أمّ أيمن مولاته إلى مكة إلى جدّه، فكان في كفالته إلى أن توفّي جدّه، وللنّبيّ -صلى الله عليه وسلم- ثمان سنين، فأوصى به إلى عمّه أبي طالب.

    قال عمرو بن عون: أنبا خالد بن عبد الله، عن داود بن أبي هند، عن عبّاس بن عبد الرحمن، عن كندير بن سعيد، عن أبيه قال: حججت في الجاهلية، فإذا رجل يطوف بالبيت ويرتجز يقول:

    ربّ ردّ إليّ راكبي محمدا يا ربّ ردّه واصطنع عندي يدا

    قلت: من هذا؟ قال عبد المطّلب ذهب إبل له فأرسل ابن ابنه في طلبها، ولم يرسله في حاجة قطّ إلاّ جاء بها، وقد احتبس عليه، فما برحت حتى أتى محمد -صلى الله عليه وسلم- وجاء الإبل فقال: يا بنيّ لقد حزنت عليك حزناً؛ لا تفارقني أبداً.

    وقال خارجة بن مصعب، عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة، عن أبيه، عن جدّه، أنّ حيدة بن معاوية اعتمر في الجاهليّة، فذكر نحواً من حديث كندير عن أبيه.

    وقال إبراهيم بن محمد الشافعيّ، عن أبيه، عن أبان بن الوليد، عن أبان بن تغلب، حدّثني جلهمة بن عرفطة قال: إنّي لبالقاع من نمرة، إذا أقبلت عير من أعلى نجد، فلما حاذت الكعبة إذا غلام قد رمى بنفسه عن عجز بعير، فجاء حتى تعلّق بأستار الكعبة، ثم نادى يا ربّ البنيّة أجرني؛ وإذا شيخ وسيم قسيم عليه بهاء الملك ووقار الحكماء. فقال: ما شأنك يا غلام، فأنا من آل الله وأجير من استجار به؟ قال: إنّ أبي مات وأنا صغير، وإنّ هذا استعبدني، وقد كنت أسمع أنّ لله بيتاً يمنع من الظّلم، فلما رأيته استجرت به. فقال له القرشيّ: قد أجرتك يا غلام، قال: وحبس الله يد الجندعي إلى عنقه. قال جلهمة: فحدّثت بهذا الحديث عمرو بن خارجة وكان قعدد الحيّ فقال: إنّ لهذا الشيخ ابناً يعني أبا طالب. قال فهويت رحلي نحو تهامة، اكسع بها الحدود، وأعلوا بها الكدان، حتى انتهيت إلى المسجد الحرام، وإذا قريش عزين، قد ارتفعت لهم ضوضاء يستسقون، فقائل منهم يقول: اعتمدوا اللات والعزّى؛ وقائل يقول: اعتمدوا مناة الثالثة الأخرى. وقال شيخ وسيم قسيم حسن الوجه جيّد الرأي: أنّى تؤفكون وفيكم باقية إبراهيم عليه السلام وسلالة إسماعيل؟ قالوا له: كأنّك عنيت أبا طالب. قال: إيهاً. فقاموا بأجمعهم، وقمت معهم فدققنا عليه بابه، فخرج إلينا رجل حسن الوجه مصفّر، عليه إزار قد اتّشح به، فثاروا إليه فقالوا: يا أبا طالب قحط الوادي، وأجدب العباد فهلمّ فاستسق؛ فقال: رويدكم زوال الشمس وهبوب الريح؛ فلما زاغت الشمس أو كادت، خرج أبو طالب معه غلام كأنّه دجنّ تجلّت عنه سحابة قتماء، وحوله أغيلمة؛ فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة، ولاذ بأضبعه الغلام، وبصبصت الأغيلمة حوله وما في السماء قزعة، فأقبل السّحاب من ها هنا وها هنا وأغدق واغدودق وانفجر له الوادي، وأخصب النّادي والبادي؛ وفي ذلك يقول أبو طالب:

    وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل

    تطيف به الهلاّك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل

    وميزان عدل لا يخيس شعيرة ووزان صدق وزنه غير عائل

    وقال عبد الله بن شبيب ، وهو ضعيف ، ثنا أحمد بن محمد الأزرقي، حدّثهم سعيد بن سالم، نا ابن جريج قال: كنّا مع عطاء فقال: سمعت ابن عبّاس يقول: سمعت أبي يقول: كان عبد المطّلب أطول النّاس قامةً، وأحسنهم وجهاً، ما رآه أحد قطّ إلاّ أحبه، وكان له مفرش في الحجر لا يجلس عليه غيره، ولا يجلس عليه معه أحد، وكان الندى من قريش حرب بن أميّة فمن دونه يجلسون حوله دون المفرش؛ فجاء رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وهو غلام لم يبلغ فجلس على المفرش، فجبذه رجل فبكى؛ فقال عبد المطّلب ، وذلك بعد ما كفّ بصره ،: ما لابني يبكي؟ قالوا له: إنّه أراد أن يجلس على المفرش فمنعوه، فقال: دعوا ابني يجلس عليه، فإنّه يحسّ من نفسه شرفاً، وأرجو أن يبلغ من الشّرف ما لم يبلغ عربيّ قبله ولا بعده. قال: ومات عبد المطّلب والنبي ، صلى الله عليه وسلم ، ابن ثمان سنين، وكان خلف جنازة عبد المطّلب يبكي حتى دفن بالحجون.


    وقد رعى الغنم





    فروى عمرو بن يحيى بن سعيد، عن جدّه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من نبيّ إلاّ وقد رعى الغنم " قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: " نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة. رواه البخاري.

    وقال أبو سلمة، عن جابر قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظّهران نجتني الكباث فقال: عليكم بالأسود منه فإنه أطيب قلنا: وكنت ترعى الغنم يا رسول الله؟ قال: نعم وهل من نبيّ إلاّ وقد رعاها. متفق عليه.




    سفره مع عمّه إن صحّ





    قال قراد أبو نوح: ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعريّ، عن أبيه قال: خرج أبو طالب إلى الشام ومعه محمد صلى الله عليه وسلم وأشياخ من قريش؛ فلما أشرفوا على الراهب بحيرى نزلوا فخرج إليهم، وكان قبل ذلك لا يخرج إليهم، فجعل يتخلّلهم وهم يحلّون رحالهم؛ حتى جاء فأخذ بيده ، صلى الله عليه وسلم ، وقال: هذا سيّد العالمين، هذا رسول ربّ العالمين هذا يبعثه الله رحمةً للعالمين؛ فقال أشياخ قريش: وما علمك بهذا؟ قال إنّكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلاّ خرّ ساجداً، ولا يسجدون إلاّ لنبيّ لأعرفه بخاتم النّبوّة، أسفل غضروف كتفه مثل التّفاحة. ثم رجع فصنع لهم طعاماً؛ فلما أتاهم به و كان -صلى الله عليه وسلم- في رعية الإبل قال: فأرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظلّه، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه ، يعني إلى فيء شجرة ، فلمّا جلس مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه. قال: فبينا هو قائم عليه يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم، فإنّ الروم لو رأوه عرفوه بصفته فقتلوه؛ فالتفت فإذا بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم، فاستقبلهم الراهب، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا إنّ هذا النّبيّ خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلاّ قد بعث إليه ناس، وإنّا قد أخبرنا فبعثنا إلى طريقك هذا، فقال لهم: هل خلّفتم خلفكم أحداً هو خير منكم؟ قالوا: لا. إنّما أخبرنا خبره بطريقك هذا؛ قال: أفرأيتم أمراً أراد الله أن يقضيه، هل يستطيع أحد من النّاس ردّه؟ قالوا: لا. قال: فتابعوه وأقاموا معه، فأتاهم فقال: أنشدكم الله أيّكم وليّه؟ قال أبو طالب: أنا؛ فلم يزل يناشده حتى ردّه أبو طالب، وبعث معه أبو بكر بلالاً، وزودّه الراهب من الكعك والزّيت. تفرّد به قراد، واسمه عبد الرحمن بن غزوان، ثقة، احتجّ به البخاري والنّسائيّ؛ ورواه الناس عن قراد، وحسّنه التّرمذي.

    وهو حديث منكر جدّاً؛ وأين كان أبو بكر؟ كان ابن عشر سنين، فإنه أصغر من رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بسنتين ونصف؛ وأين كان بلال في هذا الوقت؟ فإنّ أبا بكر لم يشتره إلاّ بعد المبعث، ولم يكن ولد بعد؛ وأيضاً، فإذا كان عليه غمامة تظلّه كيف يتصوّر أن يميل فيء الشجرة؟ لأنّ ظلّ الغمامة يعدم فيء الشجرة التي نزل تحتها، ولم نر النّبيّ ، صلى الله عليه وسلم ، ذكر أبا طالب قطّ بقول الرّاهب، ولا تذاكرته قريش، ولا حكته أولئك الأشياخ، مع توفّر هممهم ودواعيهم على حكاية مثل ذلك، فلو وقع لاشتهر بينهم أيّما اشتهار، ولبقي عنده ، صلى الله عليه وسلم ، حسّ من النّبوّة؛ ولما أنكر مجيء الوحي إليه، أوّلاً بغار حراء وأتى خديجة خائفاً على عقله، ولما ذهب إلى شواهق الجبال ليرمي نفسه -صلى الله عليه وسلم.

    وأيضاً فلو أثّر هذا الخوف في أبي طالب وردّه، كيف كانت تطيب نفسه أن يمكّنه من السّفر إلى الشام تاجراً لخديجة؟ وفي الحديث ألفاظ منكرة، تشبه ألفاظ الطّرقيّة، مع أنّ ابن عائد قد روى معناه في مغازيه دون قوله: وبعث معه أبو بكر بلالاً إلى آخره، فقال: ثنا الوليد بن مسلم، أخبرني أبو داود سليمان بن موسى، فذكره بمعناه.

    وقال ابن إسحاق في السيرة: إنّ أبا طالب خرج إلى الشام تاجراً في ركب، ومعه النّبيّ ، صلى الله عليه وسلم ، وهو غلام، فلما نزلوا بصرى، وبها بحيرا الرّاهب في صومعته، وكان أعلم أهل النّصرانيّة؛ ولم يزل في تلك الصّومعة قط راهب يصير إليه علمهم عن كتاب فيهم فيما يزعمون، يتوارثونه كابراً عن كابر؛ قال: فنزلوا قريباً من الصّومعة، فصنع بحيرا طعاماً، وذلك فيما يزعمون عن شيء رآه حين أقبلوا، وغمامة تظلّه من بين القوم، فنزل بظلّ شجرة، فنزل بحيرا من صومعته، وقد أمر بذلك الطّعام فصنع، ثم أرسل إليهم فجاءوه فقال رجل منهم: يا بحيرا ما كنت تصنع هذا، فما شأنك؟ قال: نعم، ولكنّكم ضيف، وأحببت أن أكرمكم، فاجتمعوا، وتخلّف رسول الله صلى الله عليه وسلم لصغره في رحالهم. فلما نظر بحيرا فيهم ولم يره قال: يا معشر قريش لا يتخلّف عن طعامي هذا أحد. قالوا: ما تخلّف أحد إلاّ غلام هو أحدث القوم سنّاً. قال: فلا تفعلوا، ادعوه. فقال رجل: واللات والعزّى إنّ هذا للؤم بنا، يتخلّف ابن عبد الله بن عبد المطّلب عن الطّعام من بيننا، ثم قام واحتضنه، وأقبل به فلما رآه بحيرا جعل يلحظه لحظاً شديداً، وينظر إلى أشياء من جسده، قد كان يجدها عنده من صفته، حتى إذا شبعوا وتفرّقوا قام بحيرا فقال: يا غلام أسألك باللات والعزّى إلاّ أخبرتني عمّا أسألك عنه، فزعموا أنّه قال: لا تسألني باللّات والعزّى، فوالله ما أبغضت بغضهما شيئاً قطّ. فقال له: فبالله إلاّ ما أخبرتني عمّا أسألك عنه، فجعل يسأله عن أشياء من حاله، فتوافق ما عنده من الصّفة. ثم نظر فيه أثر خاتم النّبوّة، فأقبل على أبي طالب، فقال: ما هو منك؟ قال: ابني. قال: ما ينبغي أن يكون أبوه حيّاً. قال: فإنّه ابن أخي قال: إرجع به واحذر عليه اليهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفته ليبغنّه شرّاً، فإنّه كائن لابن أخيك شأن، فخرج به أبو طالب سريعاً حتى أقدمه مكّة حين فرغ من تجارته. وذكر الحديث.

    وقال معتمر بن سليمان: حدّثني أبي، عن أبي مجلز: أنّ أبا طالب سافر إلى الشام ومعه محمد، فنزل منزلاً، فأتاه راهب فقال: فيكم رجل صالح، ثم قال: أين أبو هذا الغلام؟ قال: أبو طالب: هاأنذا وليّه. قال: احتفظ به ولا تذهب به إلى الشّام؟؟ إنّ اليهود قوم حسد، وإنّي أخشاهم عليه. فردّه.

    وقال ابن سعد: أنا محمد بن عمر، حدّثني عبد الله بن جعفر وجماعة، عن داود بن الحصين، أنّ أبا طالب خرج تاجراً إلى الشام، ومعه محمد، فنزلوا ببحيرا، الحديث. روى يونس عن ابن شهاب حديثاً طويلاً فيه: فلمّا ناهز الاحتلام، ارتحل به أبو طالب تاجراً، فنزل تيماء، فرآه حبر من يهود تيماء، فقال لأبي طالب: ما هذا الغلام؟ قال: هو ابن أخي، قال: فوالله إن قدمت به الشّام لا تصل له إلى أهلك أبداً، ليقتلنّه اليهود إنّه عدوّهم، فرجع به أبو طالب من تيماء إلى مكة.

    قال ابن إسحاق: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما ذكر لي ، يحدّث عمّا كان الله تعالى يحفظه به في صغره، قال: لقد رأيتني في غلمان من قريش ننقل حجارةً لبعض ما يلعب الغلمان به، كلّنا قد تعرّى وجعل إزاره على رقبته يحمل عليه الحجارة، فإنّي لأقبل معهم كذلك وأدبر، إذ لكمني لاكم ما أراها، لكمة وجيعة، وقال: شدّ عليك إزارك، فأخذته فشددته ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي. حرب الفجار قال ابن إسحاق: وهاجت حرب الفجار ولرسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون سنة، سمّيت بذلك لمّا استحلّت كنانة وقيس عيلان في الحرب من المحارم بينهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كنت أنبّل على أعمامي أي أرد عنهم نبل عدوهم إذا رموهم. وكان قائد قريش حرب بن أميّة. شأن خديجة

    قال ابن إسحاق: ثم إنّ خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ وهي أقرب منه صلى الله عليه وسلم إلى قصيّ برجل، كانت امرأة تاجرة ذات شرف ومال، وكانت تستأجر الرجال في مالها، وكانت قريش تجاراً فعرضت على النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن يخرج في مال لها إلى الشّام، ومعه غلام لها اسمه ميسرة، فخرج إلى الشام، فنزل تحت شجرة بقرب صومعة، فأطل الرّاهب إلى ميسرة فقال: من هذا؟ فقال: رجل من قريش، قال: ما نزل تحت هذه الشجرة إلاّ نبيّ. ثم باع النّبيّ صلى الله عليه وسلم تجارته وتعوّض ورجع، فكان ميسرة ، فيما يزعمون ، إذا اشتدّ الحرّ يرى ملكين يظلاّنه من الشمس وهو يسير.

    وروى قصة خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الشام تاجراً، المحاملي، عن عبد الله ابن شبيب وهو واه، ثنا أبو بكر بن شيبة، حدّثني عمر بن أبي بكر العدوي، حدّثني موسى بن شيبة، حدّثتني عميرة بنت عبد الله بن كعب بن مالك، عن أمّ سعد بنت سعد بن الربيع، عن نفيسة بنت منيه أخت يعلى قالت: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين سنة. فذكر الحديث بطوله، وهو حديث منكر.

    قال: فلما قدم مكة باعت خديجة ما جاء به فأضعف أو قريباً. وحدّثها ميسرة عن قول الراهب، وعن الملكين، وكانت لبيبةً حازمةً، فبعثت إليه تقول: يا بن عمّي، إنّي رغبت فيك لقرابتك وأمانتك وصدقك وحسن خلقك، ثم عرضت عليه نفسها، فقال ذلك لأعمامه، فجاء معه حمزة عمّه حتى دخل على خويلد فخطبها منه، وأصدقها النّبيّ صلى الله عليه وسلم عشرين بكرة، فلم يتزوّج عليها حتى ماتت.

    وتزوّجها وعمره خمس وعشرون سنة.

    وقال أحمد في مسنده: حدّثنا أبو كامل، ثنا حمّاد، عن عمّار ابن أبي عمّار، عن ابن عبّاس ، فيما يحسب حمّاد ،: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر خديجة، وكان أبوها يرغب عن أن يزوّجه، صنعت هي طعاماً وشراباً، فدعت أباها وزمراً من قريش، فطعموا وشربوا حتى ثملوا، فقالت لأبيها: إنّ محمداً يخطبني فزوّجني إياه، فزوّجها إيّاه، فخلّقته وألبسته حلّةً كعادتهم، فلما صحا نظر، فإذا هو مخلّق فقال: ما شأني؟ فقالت: زوّجتني محمداً، فقال: وأنا أزوّج يتيم أبي طالب! لا لعمري، فقالت: أما تستحي؟ تريد أن تسفّه نفسك معي عند قريش بأنّك كنت سكران، فلم تزل به حتى رضي وقد روى طرفاً منه الأعمش، عن أبي خالد الوالبي، عن جابر بن سمرة أو غيره.

    وأولاده كلّهم من خديجة سوى إبراهيم، وهم: القاسم، والطّيّب، والطّاهر، وماتوا صغاراً رضّعاً قبل المبعث، ورقيّة، وزينب، وأمّ كلثوم، وفاطمة ، رضي الله عنهم ، فرقيّة، وأمّ كلثوم تزوّجتا عثمان بن عفّان وزينب زوجة أبي العاص بن الرّبيع بن عبد شمس، وفاطمة زوجة عليّ ، رضي الله عنهم ، أجمعين.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    تاريخ الاسلام للذهبى (1)
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الماسه ماى جو :: اسلاميات :: اسلامى-
    انتقل الى: