الماسه ماى جو
السلام عليكم نورت الماسه ماى جو موقع قريه بنى هلال الاول
نتشرف بتسجيلك معنا
تذكر قوله تعالى
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))
الماسه ماى جو
السلام عليكم نورت الماسه ماى جو موقع قريه بنى هلال الاول
نتشرف بتسجيلك معنا
تذكر قوله تعالى
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))
الماسه ماى جو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الماسه ماى جو

موقع قريه بنى هلال
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمطلوب مشرفين مطوعين
مـــــــــــــعـــــــــــا لــــــــــــنــــــــــــــبــــــــــنى ونـــــعـــمـــر مـــــــصـــــــــر
موقع الماسه ماى جو يرحب بكم ونتما لكم وقت ممتع ...........بنى هلال مـــــعـــــا روح واحـــــده يـــــد واحده فــــــى جــــــســـــد واحــــــــــد
تم انشاء قسم (شباب وبس )لوضع النصائح والمعلومات لشبابنا من اجل مستقبل افضل فيجب على كل من لديه معلومه ان يضعها فى هذا القسم لكى تكن له صدقه جاريه ويستفاد بها الجميع ان شاء الله موقع بنى هلال يتمنى ان تستمتعوا بوقتكم معنا...................
الأن فى موقع الماسه ماى جو موقع قرية بنى هلال الاول....( دردشـــــــه جــــمـــاعــــيـــه ) فى اسفل الصفحه الرئيسيه لكل الاعضاء اذا اردت الدخول فعليك تسجيل عضويتك فى الموقع ...........نتمنى لكم وقت ممتع مع الماسه ماى جو
اكثر الاعضاء نشاطا فى الموقع هم (حامد عبد المعطى الخشن) و ( حياتى الله ) لهم من اسرة الموقع جزيل الشكر
شركة الأيــمـــان للتجاره
لتجارة الاعلاف والكتاكيت ومستلزمات المزارع اداره الحاج فؤاد العياط ت/0144677666
مواضيع مماثلة
    شـركـة اسـيـوط للأسـتـثـمار
    احـــدى شــركــــات الـهـيـئـه الـعـامـه للأ سـتـثـمـار ادارة / أ. طـــه عبد السلام ت/ 0889211511 assiutco@yahoo.com
    الـجـمـعـيـه الـخـيـريـه
    هى من اهم الاعمال الخيريه فى القريه تتكفل ب 200 اسره تحتوى على مشغل خياطه للفتيات ومركز للتدرب الاطفال الحاسب الالى
    زوووووووووم
    مـصـور فـديـو بأحدث الكاميرات م: احمد حسن القوصيه. ش: مصرف مهنى العاشر من رمضان 0109449821
    مـــــووودى شــوب
    لتصاميم ودورات الفوتوشوب م:محمود عزت محمود ت: 0184611322
    ورشة المهندس
    للرخام والجرانيت ملوى: اخر شارع الرحمه خلف المساكن م: صابر احمد حسين مزايكو 0103611741 0173870885
    اولاد الشيخ للتجاره
    للتجاره العامه .ادوات مدرسيه. مواد غذائيه.هدايا.لعب اطفال. ادارة :أ.احمد محمود عبد الصبور

     

     تاريخ الاسلام للذهبى (4)

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    السويدى




    عدد المساهمات : 29
    نقاط : 9917
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 04/06/2011

    تاريخ الاسلام للذهبى (4) Empty
    مُساهمةموضوع: تاريخ الاسلام للذهبى (4)   تاريخ الاسلام للذهبى (4) Icon_minitimeالأحد يونيو 05, 2011 5:21 pm

    زواجه صلى الله عليه وسلم بعائشة وسوده





    قال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: تزرّجني رسول الله صلى الله عليه وسلم متوفّى خديجة، قبل الهجرة، وأنا ابنة ستّ، وأدخلت عليه وأنا ابنة تسع سنين جاءني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة، وأنا مجمّمة فهيأنني وصنعنني، ثم أتين بي غليه. قال عروة: ومكثت عنده تسع سنين. وهذا حديث صحيح.

    وقال أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه قال: توفّيت خديجة قبل مخرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين، فلبث سنتين أو قريباً من ذلك، ونكح عائشة وهي بنت ستّ سنين، ثمّ بنى بها وهي ابنة تسع. أخرجه البخاري هكذا مرسلاً.

    وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أريتك في المنام مرّتين، أرى أنّ رجلاً يحملك في سرقة من حرير فيقول: هذه امرأتك فأكشف فأراك فأقول: إن كان هذا من عند الله يمضه ". متفق عليه.

    وقال عبد الله بن إدريس، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قالت عائشة: لمّا ماتت خديجة رضي الله عنهما جاءت خولة بنت حكيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ألا تزوّج؟ قال: ومن؟ قالت: إن شئت بكراً وإن شئت ثيباً. قال: من البكر ومن الثّيّب. فقالت: أما البكر فعائشة بنت أحبّ خلق الله إليك. وأمّا الثّيّب فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتّبعتك، قال: اذكريهما علي. قالت: فأتيت أمّ رومان فقلت: يا أمّ رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة، قالت: ماذا؟ قالت: رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر عائشة. قالت: انتظري فإنّ أبا بكر آت، فجاء أبو بكر فذكرت ذلك له. فقال: أو تصلح له وهي ابنة أخيه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أخوه وهو أخي وابنته تصلح لي. قالت: وقام أبو بكر، فقالت لي أمّ رومان: إنّ المطعم ين عديّ قد كان ذكرها على ابنه، ووالله ما أخلف وعداً قطّ، تعني أبا بكر. قالت: فأتى أبو بكر المطعم فقال: ما تقول في أمر هذه الجارية. قال: فأقبل على امرأته فقال لها: ما تقولين؟ فأقبلت على أبي بكر فقالت: لعلّنا إن أنكحنا هذا الفتى إليك تصبئه وتدخله في دينك. فاقبل عليه أبو بكر فقال: ما تقول أنت؟ فقال: إنّها لتقول ما تسمع، فقام أبو بكر وليس في نفسه من الموعد شيء، فقال لها: قولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليأت، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فملكها، قالت: ثمّ انطلقت إلى سودة بنت زمعة، وأبوها شيخ كبير قد جلس عن الموسم فحيّيته بتحيّة أهل الجاهلية وقلت: أنعم صباحاً، قال: من أنت؟ قلت: خولة بنت حكيم، فرحّب بي وقال ما شاء الله أن يقول، قلت: محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب يذكر سودة بنت زمعة، قال: كفؤ كريم ماذا تقول صاحبتك؟ قلت: تحبّ ذلك، قال: قولي له فليأت، قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فملكها. قالت: وقدم عبد بن زمعة فجعل يحثو على رأسه التراب، فقال بعد أن أسلم: إنّي لسفيه يوم أحثو على رأسي التراب أن تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة. إسناده حسن.


    عرض نفسه على القبائل





    قال إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على النّاس بالموقف فيقول: " هل من رجل يحملني إلى قومه، فغنّ قريشاً قد منعوني أن أبلّغ كلام ربّي ". أخرجه داود، عن محمد بن كثير، عن إسرائيل، وهو على شرط البخاري.

    وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك السنين يعرض نفسه على قبائل العرب في كلّ موسم، ويكلّم كلّ شريف قوم، لا يسألهم مع ذلك إلاّ أن يؤووه ويمنعوه، ويقول: " لا اكره أحداً منكم على شئ، من رضي منكم بالذي أدعوه إليه فذاك، ومن كره لم أكرهه، إنّما أريد أن تحرزوني ممّا يراد بي من القتل، حتى أبلّغ رسالات ربّي، وحتّى يقضي الله لي ولمن صحبني بما شاء، فلم يقبله أحد ويقولون: قومه أعلم به، أترون أنّ رجلاً يصلحنا وقد أفسد قومه، ولفظوه، فكان ذلك ممّا ذخر الله للأنصار.

    وتوفّي أبو طالب، وابتلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدّ ما كان، فعمد لثقيف بالطّائف، رجاء أن يؤووه، فوجد ثلاثة نفر منهم، هم سادة ثقيف: عبد ياليل، وحبيب، ومسعود بنو عمرو، فعرض عليهم نفسه، وشكا إليهم البلاء، وما انتهك منه قومه.

    فقال أحدهم: أنا أسرق أستار الكعبة إن كان الله بعثك قطّ. وقال الآخر: أعجز على الله أن يرسل غيرك. وقال الآخر: والله لا أكلّمك بعد مجلسك هذا، والله لئن كنت رسول الله لأنت أعظم شرفاً وحقّاً من أن أكلّمك، ولئن كنت تكذب على الله، لأنت أشرّ من أن أكلّمك وتهزّأوا به، وأفشوا في قومهم الذي راجعوه به، وقعدوا له صفّين على طريقه، فلمّا مرّ جعلوا لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلاّ رضخوهما بالحجارة وأدموا رجليه، فخلص منهم وهما تسيلان الدماء، فعمد إلى حائط من حوائطهم، واستظلّ في ظلّ حبلة منه، وهو مكروب موجع، فإذا في الحائط عتبة بن ربيعة، وشيبة أخوه، فلمّا رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما، فلمّا رأياه أرسلا إليه غلاماً لهما يدعى عدّاساً، وهو نصرانيّ من أهل نينوى، معه عنب، فلمّا جاء عدّاس، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أيّ أرض أنت يا عدّاس "؟ قال: من أهل نينوى ، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: " من مدينة الرجل الصّالح يونس بن متّى " ؟ فقال: ما يدريك نم يونس بن متّى؟ قال: " أنا رسول الله، والله أخبرني خبر يونس "، فلمّا أبصر عتبة، وشيبة ما يصنع غلامهما سكتا، فلمّا أتاهما قالا: ما شانك سجدت لمحمد وقبلّت قدميه؟ قال: هذا رجل صالح، أخبرني بشيء عرفته من شأن رسول بعثه الله إلينا يدعى يونس بن متّى، فضحكا به، وقالا: لا يفتنك عن نصرانيّتك، فإنّه رجل خدّاع، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة.

    وقال يونس بن يزيد، عن الزّهريّ: أخبرني عروة، أنّ عائشة حدّثته، أنّها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم أشدّ عليك من يوم أحد؟ قال: " ما لقيت من قومك كان أشدّ منه، يوم العقبة غذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على زجهي، فلم أستفق إلاّ وأنا بقرن الثعالي، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلّتني، فنظرت فإذا هو جبريل، فناداني إنّ الله قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم "، ثمّ ناداني ملك الجبال فسلّم عليّ، ثمّ قال: يا محمد إنّ الله قد سمع قول قومك، وأنا ملك الجبال، قد بعثني إليك ربّك لتأمرني بما شئت، إن شئت أن أطيق عليهم الأخشبين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أشرارهم ، أو قال: من أصلابهم ، من يعبد الله لا يشرك به شيئاً. أخرجاه.

    وقال البكّائيّ، عن ابن إسحاق: فحدّثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظيّ قال: لمّا انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطّائف، عمد إلى نفر من ثقيف، وهم يومئذ سادتهم، وهم إخوة ثلاثة: عبد يا ليل بن عمرو، وأخواه مسعود، وحبيب، وعند أحدهم امرأة نم قريش من جمح، فجلس إليهم ودعاهم إلى الله، فقال أحدهم: هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك، وقال الآخر: أما وجد الله من يرسله غيرك؟ وقال الآخر: والله لا أكلّمك.

    وذكره كما في حديث ابن شهاب، وفيه زيادة وهي: فلمّا اطمأن صلى الله عليه وسلم قال فيما ذكر لي: " اللّهم إليك أشكو ضعف قوّتي وقلّة حيلتي وهواني على النّاس، أرحم الراحمين، أنت ربّ المستضعفين وأنت ربّي، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني، أو إلى عدوّ ملّكته أمري، إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أشرقت له الظّلمات، وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحلّ عليّ سخط، لك العتبى حتّى ترضى ولا حول ولا قوّة إلاّ بك ".

    وحدّثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عبّاس، سمعت ربيعة بن عبّاد يحدّث أبي قال: إنّي لغلام شابّ مع أبي بمنى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقف على القبائل من العرب، يقول: يا بني فلان غنّي رسول الله إليكم، يأمركم أن تعبدوه لا تشركوا به شيئاً، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه، وأن تؤمنوا وتصدّقوني وتمنعوني حتى أبيّن عن الله ما بعثني به، قال: وخلفه رجل أحول وصيئ، له غديرتان، عليه حلّة عدنيّة، فإذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله وحلفاءكم من الحيّ من بني مالك بن أقيش، إلى ما جاء به من البدعة والضّلالة، فلا تطيعوه ولا تسمعوا منه، فقلت لأبي: من هذا؟ قال: هذا عمّه عبد العزّى أبو لهب.

    وحدّثني ابن شهاب أنّه صلى الله عليه وسلم أتى كندة في منازلهم، وفيهم سيّد لهم يقال له مليح، فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم نفسه، فأبوا عليه.

    وحدّثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حصين، أنّه أتى كلباً في منازلهم، إلى بطن منهم يقال له بنو عبد الله، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه، حتّى إنّه ليقول: يا بني عبد الله إنّ الله قد أحسن اسم أبيكم، فدعاهم إلى الله فلم يقبلوا.

    وحدّثني بعض أصحابنا أنّه أتى بني حنيفة في منازلهم، ودعاهم إلى الله، وعرض عليهم نفسه، فلم يكن أحد نم العرب أقبح ردّا منهم.

    وحدّثني الزّهريّ أنّه أتى بني عامر بن صعصعة فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم نفسه، فقال رجل منهم يقال له بيحرة بن فراس: والله لو أنّي أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب، ثم قال له: أرأيت إن تابعناك على أمرك، ثم أطهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: " الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء "، قال: أفتهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه.


    حديث سويد بن الصّامت





    وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه قالوا: قدم سويد بن الصّامت أخو بني عمرو بن عوف مكة حاجّا أو معتمراً، وكان سويد يسمّيه قومه فيهم الكامل لسنّه وجلده وشعره، فتصدّى له رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاه إلى الله، فقال سويد: فلعلّ الذي معك مثل الذي معي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما الذي معك "؟ قال: مجلّة لقمان، يعني حكمة لقمان، قال: اعرضها، فعرضها عليه، فقال: " إنّ هذا الكلام حسن، والذي معي أفضل منه، قرآن أنزله الله عليّ "، فتلا عليه القرآن، ودعاه إلى الإسلام، فلم يبعد منه، وقال: إنّ هذا لقول حسن، ثم انصرف فقدم الميدنة على قومه، فلم يلبث أن قتلته الخزرج، فكان رجال من قومه يقولون: إنّا لنرى أنّه قتل وهو مسلم، وكان قتله يوم بعاث.

    وقال البكّائيّ، عن ابن إسحاق قال: وسويد الذي يقول:

    ألا ربّ مـن تـدعـو صـديقـاً ولـو تـرى مـقـالـتـه بـالـغـيب سـاءك مـــا يفـــري

    مقالته كالشّهـد مـا كـان شــاهـــدا ًوبالـغـيب مـأثـور عـلـى يغـرة الـنّـحـر

    يسرّك بـاديه وتـحــت أديمــه تـمـيمة غـشّ تـبـتـري عـقـب الـظّـهــر

    تـبـيّن لـك الـعـينـان ما هـو كـاتـم من الغلّ والبغضـاء بـالـنّـظـر الـشّـزر

    فرشني بـخـير طـالـمـا قـد بـريتني وخـير الـمـــوالـــي يريش ولا يبـــري


    حديث يوم بعاث



    قال يونس، عن ابن إسحاق: حدّثني الحصين بن عبد الرحمن بن سعد ابن معاذ، عن محمود بن لبيد قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة، ومعه فتية من بني عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذ، يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فقال لهم: هل لكم إلى خير ممّا جئتم له؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: أنا رسول الله بعثني الله إلى العباد، ثم ذكر لهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فقال إياس، وكان غلاماً حدثاً: يا قوم هذا والله خير ممّا جئتم له، فيأخذ أبو الحيسر حفنةً من الحصباء، فيضرب بها وجه إياس، وقال: دعنا منك، فلعمري لقد جئنا لغير هذا، فسكت، وقام النّبيّ صلى الله عليه وسلم عنهم وانصرفوا إلى المدينة، وكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج، ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك. قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضره من قومي أنّهم لم يزالوا يسمعونه يهلّل الله ويكبّره ويحمده ويسبّحه حتى مات، وكانوا لا يشكّون أنّه مات مسلماً. وقد كان استشعر منه الإسلام في ذلك المجلس، حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمع.

    وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان يوم بعاث يوماً قدّمه الله عزّ وجلّ لرسوله، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وقد افترق ملؤهم وقتلت سراتهم يعني وجرّحوا قدّمه الله لرسوله في دخولهم في الإسلام. أخرجه البخاري.


    العقبة الأولى





    مبدأ خبر الأنصار والعقبة الأولى قال أحمد بن المقدام العجليّ: ثنا هشام بن محمد الكلبيّ، ثنا عبد الحميد بن أبي عبس بن جبر، عن أبيه قال: سمعت قريش قائلاً يقول في اللّيل على أبي قبيس:

    فإن يسلم الـسّـعـدان يصـبـح مـحـمـد بمكة لا يخـشـى خـلاف الـمـخـالـف

    فلمّا أصبحوا قال أبو سفيان: من السّعدان؟ سعد بن بكر، أو سعد بن تميم؟ فلمّا كان في الليلة الثانية سمعوا الهاتف يقول:

    أي سعـد سـعـد الأوس كـن أنـت نـاصـراً ويا سعـد سـعـد الـخـزرجـين الـغـطـارف

    أجيبـا إلى داعـي الـهـدى وتــمــنّــيا علـى الـلـه فـي الـفـردوس مـنـية عـارف

    فـإنّ ثواب الـلـه لـلـطالـب الـهــدى جنان مـن الـفـردوس ذات رفـــارف

    فقال أبو سفيان: هو والله سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة.

    وقال البكّائيّ، عن ابن إسحاق: لمّا أراد الله إظهار دينه، وإعزاز نبيّه، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقيه فيه الأنصار، فعرض نفسه على القبائل، كما كان يصنع، فبينا هو عند العقبة لقي رهطاً من الخزرج، فحدّثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسم لمّا لقيهم قال: من أنتم؟ قالوا: نفر من الزرج، قال: أمن موالي يهود؟ قالوا: نعم، قال: أفلا تجلسون أكلّمكم؟ قالوا: بلى، فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن، وكان ممّا صنع الله به في الإسلام أنّ يهود كانوا معهم في بلادهم، وكانوا أهل كتاب وعلم، وكانوا هم أهل شرك وأوثان، وكانوا قد غزوهم ببلادهم، فكانوا إذا كان بهم شيء قالوا: إنّ نبيّاً مبعوث الآن، قد أظلّ زمانه، نتبعه، فنقتلكم معه قتل عاد وإرم، فلمّا كلّم رسول الله صلى اله عليه وسلم أولئك النّفر، ودعاهم إلى الله، قال بعضهم لبعض: يا قوم تعلّموا والله إنّه للنّبيّ الذي توعّدكم به يهود، فلا تسبقنّكم إليه، فأجابوه وأسلموا وقالوا: إنّا تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشرّ ما بينهم، وعسى الله أن يجمعهم بك فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك به، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعزّ منك، ثم انصرفوا.

    قال ابن إسحاق: وهم فيما ذكر ستّة من الخزرج: أسعد بن زرارة، وعوف بن عفراء، ورافع بن مالك الزّرقي، وقطبة بن عامر السّلميّ، وعقبة بن عامر. رواه جرير بن حازم، عن ابن إسحاق، فقال بدل عقبة: معوّذ بن عفراء، وجابر بن عبد اله أحد بني عديّ بن غنم، فلمّا قدموا المدينة ذكروا لقومهم رسول الله، ودعوهم إلى الإسلام، وفشا فيهم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا كان العام المقبل، وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلاً، فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة، وهي العقبة الأولى، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النّساء، وذك قبل أن تفترض عليهم الحرب، وهم أسعد بن زرارة، وعوف، ومعوّذ ابنا الحارث وهما ابنا عفراء، وذكوان بن عبد قيس، ورافع بن مالك، وعبادة بن الصّامت، ويزيد بن ثعلبة البلويّ، وعبّاس بن عبادة بن نضلة، وقطبة بن عامر، وعقبة بن عامر، وهم من الخزرج، وأبو الهيثم بن التّيهان، وعويم بن ساعدة، وهما من الأوس.

    وقال يونس وجماعة، عن ابن إسحاق: حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن أبي عبد الله الصّنابحيّ عبد الرحمن بن عسيلة، حدّثني عبادة بن الصّامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة الأولى، ونحن اثنا عشر رجلاً، فبايعناه بيعة النساء، على أن لا نشرك بالله شيئاً، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف، وذلك قبل أن تفترض الحرب، فإن وفيتم بذلك فلكم الجنّة، وإن غشيتم شيئاً فأمركم إلى الله، إن شاء غفر، وإن شاء عذّب. أخرجاه عن قتيبة، عن اللّيث، عن يزيد بن أبي حبيب.

    أخبرنا الخضر بن عبد الرحمن، وإسماعيل بن أبي عمرو قالا: أنا الحسن بن عليّ بن الحسين بن الحسن بن البنّ، أنا جدّي أبو القاسم الحسين، أنا أبو القاسم عليّ بن محمد بن عليّ بن أبي العلاء سنة تسع وسبعين وأربعمائة، أنا عبد الرحمن بن عثمان المعدّل، أنبأ عليّ بن يعقوب، أنا احمد بن إبراهيم القرشيّ، أنا محمد بن عائذ، أخبرني إسماعيل بن عيّاش، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن عبادة بن الصّامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السّمع والطّاعة في النشاط والكسل، وعلى النّفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وعلى أن نقول في الله عزّ وجل، ولا تأخذنا فيه لومة لائم، وعلى أن ننصره إذا قدم علينا يثرب، فنمنعه ممّا نمنع أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا، ولنا الجنّة. رواه زهير بن معاوية، عن ابن خثيم، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، أنّ عبادة قال نحوه. خالفه داود بن عبد الرحمن العطّار ويحيى بن سليم، فرويا عن ابن خثيم هذا المتن بإسناد آخر، وهو عن أبي الزّبير عن جابر. وسيأتي.

    وقال البكّائيّ، عن ابن إسحاق: فلمّا انصرف القوم، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير العبدريّ يقرئهم القرآن ويفقّههم في الدّين، فنزل على أسعد بن زرارة، فحدّثني عاصم بن عمر أنّه كان يصلّي بهم، وذلك أنّ الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمّه بعض.

    قال ابن إسحاق: وكان يسمّى مصعب بالمدينة المقرئ.

    وحدّثني محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: كنت قائد أبي حين ذهب بصره، فكنت إذا خرجت به إلى الجمعة، فسمع الأذان صلّى على أبي أمامة أسعد بن زرارة، واستغفر له، فقلت: يا أبه ما لك إذا سمعت الآذان للجمعة صلّيت على أبي أمامة! قال: أي بنيّ، كان أوّل من جمّع بنا بالمدينة في هزم من حرّة بني بياضة يقال له نقيع الخضمات، قلت: وكم كنتم يومئذ؟ قال: أربعون رجلاً.

    وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: فلمّا حضر الموسم حجّ نفر من الأنصار، منهم معاذ بن عفراء، واسعد بن زرارة، ورافع بن مالك، وذكوان، وعبادة بن الصّامت، وأبو عبد الرحمن بن تغلب، وأبو الهيثم بن التّيهان، وعويم بن ساعدة، فأتاهم رسول الله صلى اله عليه وسلم فأخبرهم خبره، وقرأ عليهم القرآن، فأيقنوا به واطمأنوا وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب، فصدّقوه، ثم قالوا: قد علمت الذي كان بين الأوس والخزرج من سفك الدماء، ونحن حراص على ما أرشدك الله به، مجتهدون لك بالنّصيحة، وإنّا نشير عليك برأينا، فعيبث على اسم اله حتى نرجع إلى قومنا فنذكر لهم شأنك، وندعوهم إلى الله، فلعلّ الله يصلح ذات بينهم، ويجمع لهم أمرهم فنواعدك الموسم من قابل، فرضي بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجعوا إلى قومهم فدعوهم سرّاً وتلوا عليهم القرآن، حتّى قلّ دار من دور الأنصار إلاّ قد أسلم فيها ناس، ثم بعثوا إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم معاذ بن عفراء، ورافع بن مالك أن أبعث إلينا رجلاً من قبلك يفقّهنا، فبعث مصعب بن عمير، فنزل في بني تميم على أسعد بن زرارة يدعو النّاس سرّاً، ويفشو فيهم الإسلام ويكثر، ثم أقبل مصعب وأسعد، فجلسا عند بئر بني مرق، وبعثا إلى رهط من الأنصار، فأتوهما مستخفين، فأخبر بذلك سعد بن معاذ ويقول بعض النّاس: بل أسيد بن حضير فأتاهم في لأمته معه الرّمح، حتى وقف عليهم، فقال لأبي أمامة أسعد: علام أتيتنا في دورنا بهذا الوحيد الغريب الطّريد، يسفّه ضعفاءنا بالباطل ويدعوهم إليه، لا أراك بعدها تسيء من جوارنا، فقاموا، ثم إنّهم عادوا مرّة أخرى لبئر بني مرق، أو قريباً منها، فذكروا لسعد بن معاذ الثانية فجاءهم، فتواعدهم وعيداً دون وعيده الأول، فقال له أسعد: يا بن خالة، اسمع من قوله، فإن سمعت حقّاً فاجب إليه، وإن سمعت منكراً فاردده بأهدى منه، فقال: ماذا يقول؟ فقرأ عليه مصعب: " حم والكتاب المبين. إنّا جعلناه قرآناً عربيّاً لهلّكم تعقلون " فقال سعد: ما أسمع منكم إلاّ ما أعرفه، فرجع سعد وقد هداه الله، ولم يظهر لهما إسلامه، حتى رجع إلى قومه فدعا بني عبد الأشهل إلى الإسلام، وأظهر لهم إسلامه وقال: من شكّ منهم فيه فليأت بأهدى منه، فوالله لقد جاء أمر لتحزن منه الرقاب، فأسلمت بنو عبد الأشهل عند إسلام سعد بن معاذ، إلا من لا يذكر.

    ثمّ إنّ بني النّجّار أخرجوا مصعب بن عمير، واشتدّوا على أسعد، فانتقل مصعب إلى سعد بن معاذ يدعو آمناً ويهدي الله به. واسلم عمرو بن الجموح، وكسرت أصنامهم، وكان المسلمون أعزّ من بالمدينة، وكان مصعب أوّل من جمّع بالمدينة، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. هكذا قال ابن شهاب: إنّ مصعباً أوّل من جمّع بالمدينة.

    وقال البكّائيّ، عن ابن إسحاق: وحدّثني عبد الله بن المغيرة بن معيقيب، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، أنّ أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير، يريد به دار بني عبد الأشهل، ودار بني ظفر، وكان سعد بن معاذ ابن خالة أسعد بن زرارة، فدخل به حائطاً من حوائط بني ظفر، وقالا على بئر مرق، فاجتمع إليهما ناس، وكان سعد وأسيد بن حضير سيّديّ بني عبد الأشهل، فلمّا سمعا به قال سعد لأسيد: انطلق إلى هذين فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارينا، فلولا أسعد بن زرارة ابن خالتي كفيتك ذلك، فاخذ أسيد حربته، ثم أقبل إليهما، فلمّا رآه أسعد قال: هذا سيّد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه، قال مصعب: إن يجلس أكلّمه، قال: فوقف عليهما فقال: ما جاء بكما إلينا تسفّهان ضعفاءنا، واعتزلانا إن كان لكما بأنفسكما حاجة، فقال له مصعب: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمراً قبلته، وإن كرهته كفّ عنك ما تكره، قال: أنصفت، ثم ركّز حرته وجلس إليهما، فكلّمه مصعب بالإسلام، وقرأ عليه القرآن، فقالا فما بلغنا: والله لعرفنا في وجهه الإسلام، قبل أن يتكلّم في إشراقه وتسهّله، ثم قال: ما أحسن هذا وأجمله! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدّين؟ قالا: تغتسل وتتطهّر وتطهّر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحقّ، ثم تصلّي، فقام فاغتسل وأسلم وركع ركعتين ثمّ قال لهما: إنّ ورائي رجلاً إن اتّبعكما لم يتخلّف عنه من قومه أحد، وسأرسله إليكما، ثم انصرف إلى سعد بن معاذ وقومه، وهم جلوس في ناديهم، فلمّا رآه سعد مقبلاً قال: أقسم بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ولّى له، ثمّ قال له: ما فعلت؟ قال: كلّمت الرجلين، فما رأيت بهما بأساً، وقد نهيتهما فقالا: نفعل ما أحببت، وقد حدّثت أنّ بني حارثة قد رجوا إلى أسعد ليقتلوه، وذلك أنّهم عرفوا أنّه ابن خالتك ليخفرونك، فقام سعد مغضباً مبادراً متخوّفاً، فأخذ الحربة وقال: والله ما أراك عنّا شيئاً، ثم خرج إليهما، فلمّا رآهما سعد مطمئّنين عرف أنّ أسيداً إنّما أراد منه أن يسمع منهما، فوقف عليهما متشّتماً. ثمّ قال لأسعد: يا أبا أمامة، والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت منّي هذا، أتغشانا في دارينا بما نكره! وقد قال أسعد لمصعب: أي مصعب جاءك والله سيّد من وراءه، إن يتبعك لا يتخلّف عنك منهم اثنان، فقال: أو تقعد فتسمع، فإن رضيت أمراً ورغبت فيه قبلته، وإن كرهت عزلنا عنك ما تكره، قال: أنصفت، فعرض عليه الإسلام، وقرأ عليه القرآن، فعرفنا في وجهه والله الإسلام قبل أن يتكلّم به، لإشراقه وتسهّله.

    ثم فعل كما عمل أسيد، وأسلم، وأخذ حربته، وأقبل عائداً إلى نادي قومه، ومعه أسيد، فلمّا رآه قومه قالوا: نحلف بالله لقد رجع سعد إليكم بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم، فقال: يا نبي عبد الاشهل كيف تعرفون أمري فيكم؟ قالوا: سيّدنا وأفضلنا رأياً وأيمننا نقيبة قال: فإنّ كلام رجال ونسائكم عليّ حرام حتى تؤمنوا، فوالله ما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلاّ مسلماً ومسلمة، ورجع مصعب وأسعد إلى منزلهما، ولم تبق دار من دور الأنصار إلاّ وفيها رجال ونساء مسلمون، إلاّ ما كان من دار بني أميّة بن زيد، وخطمة، ووائل، وواقف، وتلك أوس الله وهم من الأوس بن حارثة، وذلك أنّه كان فيهم أبو قيس بن الأسلت، وهو صيفي، وكان شاعراً لهم وقائداً، يستمعون منه ويطيعونه، فوقف بهم عن الإسلام، فلم يزل على ذلك حتى مضت أحد والخندق.


    العقبة الثانية





    قال يحيى بن سليم الطّائفيّ، وداود العطّار وهذا لفظه : ثنا ابن خثيم، عن أبي الزّبير المكيّ، عن جابر بن عبد الله، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الحاجّ في منازلهم في المواسم: مجنّة، وعكاظ، ومنى، يقول: من يؤويني وينصرني حتى أبلغّ رسالات ربّي وله الجنّة؟ فلا يجد، حتى إنّ الرجل يرحل صاحبه من مضر أو اليمن، فيأتيه قومه أو ذو رجمه يقولون: احذر فتى قريش لا يفتنك، يمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله، يشيرون إليه بأصابعهم، حتّى بعثنا الله له من يثرب، فيأتيه الرجل منّا فيؤمن به ويقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لم يبق دار من يثرب إلاّ وفيها رهط يظهرون الإسلام، ثم ائتمرنا واجتمعنا سبعين رجلاً منّا، فقلنا: حتى متى نذر رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف في جبال مكة ويخاف، فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم، فواعدنا شعب العقبة، فاجتمعنا فيه من رجل ورجلين، حتى توافينا عنده، فقلنا يا رسول الله: علام نبايعك؟ قال: " على السمع والطاعة في النّشاط والكسل، وعلى النّفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله، لا تأخذكم فيه لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب، تمنعوني ممّا تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنّة " فقلنا نبايعه، فاخذ بيده أسعد بن زرارة، وهو أصغر السبعين، إلاّ أنا، فقال: روياداً يا أهل يثرب، إنّا لم نضرب إليه أكباد المطيّ إلاّ ونحن نعلم أنّه رسول الله، إنّ إخراجه اليوم مفارقة العرب كافّة، وقتل خياركم، وان تعضّكم السيوف، فإمّا أنتم قوم تصبرون على عضّ السيوف إذا مسّتكم، وعلى قتل خياركم، وعلى مفارقة العرب كافّة، فخذوه وأجركم على الله، وإمّا أنتم تخافون من أنفسكم خيفة، فذروه فهو أعذر كم عند الله. فقلنا: أمط يدك يا أسعد، فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها، فقمنا إليه نبايعه رجلاً رجلاً، يأخذ علينا شرطه، ويعطينا على ذلك الجنّة.

    زاد في وسطه يحيى ن سليم: فقال له عمّه العبّاس يا بن أخي لا أدري ما هذا القوم الذين جاؤوك، إنّي ذو معرفة بأهل يثرب، قال: فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين، فلمّا نظر العبّاس في وجوهنا، قال: هؤلاء قوم لا أعرفهم هؤلاء أحداث، فقلنا: علام نبايعك.

    وقال أبو نعيم: ثنا زكريا، عن الشّعبي قال: انطلق النّبيّ صلى الله عليه وسلم معه عمّه العبّاس، إلى السبعين من الأنصار، عند العقبة تحت الشجرة، قال: ليتكلّم متكلّمكم ولا يطيل الخطبة، فإنّ عليكم من المشركين عيناً، فقال أسعد: سل يا محمد لربّك ما شئت، ثمّ سل لنفسك، ثمّ أخبرنا ما لنا على الله، قال: أسألكم لربّي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا ممّا منعتم منه أنفسكم، قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك، قال: لكم الجنّة، قالوا: فلك ذلك.

    ورواه احمد بن حنبل ، عن يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، نا مجالد، عن الشّعبيّ، عن أبي مسعود الأنصاريّ بنحوه، قال: وكان أبو مسعود أصغرهم سنّاً.

    وقال ابن بكير، عن ابن إسحاق: حدّثني عاصم بن عمر، وعبد الله بن أبي بكر، أنّ العبّاس بن عبادة بن نضلة أخا بني سالم قال: يا معشر الخزرج هل تدرون على ما تبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إنّكم تبيعونه على حرب الأحمر والأسود، فإن كنتم ترون أنّها إذا أنهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلاً، تركتموه وأسلمتموه، فمن الآن، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أنّكم مستعلنون به وافون له، فهو والله خير الدنيا والآخرة، قال عاصم: فوالله ما قال العبّاس هذه المقالة إلاّ ليشدّ لرسول الله صلى اله عليه وسلم بها العقد.

    وقال ابن أبي بكر: ما قالها إلاّ ليؤخّر بها أمر القوم تلك اللّيلة، ليشهد أمرهم عبد الله بن أبيّ، فيكون أقوى، قالوا: فما بالنا بذلك يا رسول الله؟ قال: الجنّة، قالوا: ابسط يدك، وبايعوه، فقال عبّاس بن عبادة: إن شئت لنميلنّ عليهم غداً بأسيافنا، فقال: لم أؤمر بذلك.

    وقال الزّهريّ: ورواه ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، وقاله موسى بن عقبة، وهذا لفظه: إنّ العام المقبل حجّ من الأنصار سبعون رجلاً، أربعون من ذوي أسنانهم وثلاثون من شبابهم، أصغرهم أبو مسعود عقبة بن عمرو، وجابر بن عبد اله، فلقوه بالعقبة، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم عمّه العبّاس، فلمّا أخبرهم بما خصّه الله من النّبوّة والكرامة، ودعاهم إلى الإسلام وإلى البيعة أجابوه وقالوا: اشترط علينا لربّك ولنفسك ما شئت، فقال: أشترط لربّي أن لا تشركوا به شيئاً، وأشترط لنفسي أن تمنعوني ممّا تمنعون منه أنفسكم وأموالكم. فلمّا طابت بذلك أنفسهم من الشرط أخذ عليهم العبّاس المواثيق لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالوفاء، وعظم العبّاس الذي بينهم وبين رسول الله، وذكر أنّ أم عبد المطّلب سلمى بنت عمرو بن زيد بن عديّ بن النّجّار. وذكر الحديث بطوله.

    قال عروة: فجميع من شهد العقبة من الأنصار سبعون رجلاً وامرأة.

    وقال ابن إسحاق: سبعون رجلاً وامرأتان، إحداهما أمّ عمارة وزوجها وابناهما.

    وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: فحدّثني معبد بن كعب بن مالك بن القين، عن أخيه عبيد الله، عن أبيه كعب قال: خرجنا في الحجّة التي بايعنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة مع مشركي قومنا، ومعنا الراء بن معرور كبيرنا وسيدّنا، حتى إذا كنّا بظاهر البيداء قال: يا هؤلاء تعلّموا إنّي قد رأيت رأياً، والله ما أدري توافقونني عليه أم لا، فقلنا: ومات هو يا أبا بشر؟ قال: إنّي قد أردت أن أصلّي إلى هذه البنيّة ولا أجعلها منّي بظهر، فقلنا: لا والله لا تفعل، والله ما بلغنا أنّ نبيّنا صلى الله عليه وسلم يصلّ إلا إلى الشام، قال: فإنّي والله لمصلّ إليها، فكان إذا حضرت الصّلاة توجّه إلى الكعبة، وتوجّهنا إلى الشام، حتى قدمنا مكة، فقال لي البراء: يا بن أخي انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسأله عمّا صنعت، فلقد وجدت في نفسي بخلافكم إيّاي، قال: فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقينا رجل بالأبطح، فقلنا: هل تدلّنا على محمد؟ قال: وهل تعرفانه إن رأيتماه؟ قلنا: لا والله، قال: فهل تعرفان العبّاس؟ فقلنا: نعم، وقد كنّا نعرفه، كان يختلف إلينا بالتجارة، فقال: إذا دخلتما المسجد فانظروا العبّاس، قال: فهو الرجل الذي معه، قال: فدخلنا المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم والعبّاس ناحية المسجد جالسين، فسلّمنا، ثم جلسنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تعرف هذين يا أبا الفضل؟ قال: نعم، هذا البراء بن معرور سيّد قومه، وهذا كعب بن مالك، وفوالله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشاعر؟ قال: نعم، فقال له البراء: يا رسول الله إنّي قد كنت رأيت في سفري هذا رأياً، وقد أحببت أن أسألك عنه، قال: وما ذاك؟ قال: رأيت أن لا أجعل هذه البنيّة منّي بظهر فصلّيت إليها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد كنت على قبلة لو صبرت عليها"، فرجع إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهله يقولون: قد مات عليها، ونحن أعلم به، قد رجع إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلّى معنا إلى الشام.

    ثم واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة، أوسط أيّام التشريق، ونحن سبعون رجلاً للبيعة، ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر، وإنّه لعلى شركه، فأخذناه فقلنا: يا أبا جابر والله إنّا لنرغب بك أن تموت على ما أنت عليه. فتكون لهذه النّار غداً حطباً، وإنّ الله قد بعث رسولاً يأمر بتوحيده وعبادته. وقد اسلم رجال من قومك، وقد واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم للبيعة، فأسلم وطهّر ثيابه، وحضرها معنا فكان نقيباً، فلمّا كانت الليلة التي وعدنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى أوّل اللّيل مع قومنا، فلمّا استثقل النّاس من النّوم تسلّلنا من فرشنا تسلّل القطا، حتى اجتمعنا بالعقبة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمّه متكلّم، فقال: يا معشر الخزرج إنّ محمداً منّا حيث قد علمتم، وهو في منعة من قومه وبلاده، قد منعناه ممّن هو على مثل رأينا منه، وقد أبى إلاّ الانقطاع إليكم، وإلى ما دعوتموه إليه، فإن كنتم ترون أنّكم وافون له بما وعدتموه، فأنتم وما تحمّلتم، وإن كنتم تخشون من أنفسكم خذلاناً فاتركوه في قومه، فإنّه في منعة من عشيرته وقومه، فقلنا: قد سمعنا ما قلت، تلكّم يا رسول الله، فتكلّم ودعا إلى الله، وتلا القرآن ورغب في الإسلام، فأجبناه بالإيمان والتصديق له، وقلنا له: خذ لربّك ولنفسك، فقال: إنّي أبايعكم على أن تمنعوني مما منعتم منه أبناءكم ونساءكم، فأجابه البراء بن معرور فقال: نعم والذي بعثك بالحقّ نمنعك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحروب وأهل الحلقة، ورثناها كابراً عن كابر، فعرض في الحديث أبو الهيثم بن التّيهان فقال: يا رسول الله إنّ بيننا وبين أقوام حبالاً، وإنّا قاطعوها، فهل عسيت إن الله أظهرك أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فقال: بل الدّم الدّم والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم منّي، أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم، فقال له البراء بن معرور: أبسط يدك يا رسول الله نبايعك.

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيباً، فأخرجوهم له، فكان نقيب بني النّجّار. اسعد بن زرارة، ونقيب بني سلمة البراء بن معرور، وعبد الله بن عمرو بن حرام، ونقيب بني ساعدة: سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو، ونقيب بني زريق: رافع بن مالك، ونقيب بني الحارث بن الخزرج: عبد الله بن رواحة، وسعد بن الربيع، ونقيب بني عوف بن الخزرج: عبادة بن الصّامت وبعضهم جعل بدل عبادة بن الصّامت خارجة بن زيد ونقيب بني عمرو بن عوف: سعد بن خيثمة، ونقيب بني عبد الأشهل وهم من الأوس أسيد بن حضير، وأبو الهيثم بن التّيهان، قال: فأخذ البراء بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب عليها، وكان أول من بايع، وتتابع النّاس فبايعوا، فصرخ الشيطان على العقبة بأنفذ صوت سمعته قطّ، فقال: يا أهل الجباجب هل لكم في مذمّم والصّباة معه قد اجتمعوا على حربكم؟ فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: " هذا أزب العقبة، هذا ابن أزيب، أما والله لأفرغنّ لك، ارفضوا إلى رحالكم ". فقال العبّاس بن عبادة أخو بني سالم: يا رسول الله: والذي بعثك بالحقّ لئن شئت لنميلنّ على أهل منى غداً بأسيافنا، فقال: " إنّا لم نؤمر بذلك " فرحنا إلى رحالنا فاضطجعنا، فلمّا أصبحنا، أقبلت جلّة من قريش فيهم الحارث بن هشام، فتىً شاب وعليه نعلان له جديدتان، فقالوا: يا معشر الخزرج إنّه قد بلغنا أنّكم جئتم إلى صاحبنا لتستخرجوه من بين أظهرنا، وإنّه والله ما من العرب أحد أبغض غلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم، فانبعث من هناك من قومنا من المشركين يحلفون لهم بالله، ما كان من هذا من شيء، وما فعلنا، فلمّا تثور القوم لينطلقوا قلت كلمة كأنّي أشركهم في الكلام: يا أبا جابر يريد عبد الله ابن عمرو أنت سيّد من سادتنا وكهل من كهولنا، لا تستطيع أن تتّخذ مثل نعلي هذا الفتى من قريش، فسمعه الحارث، فرمى بهما إليّ وقال: والله لتلبسنّهما، فقال أبو جابر: مهلاً أحفظت لعمر الله الرجل يقول: أخجلته أردد عليه نعليه، فقلت: لا والله لا أردّهما، فأل صالح إنّي لأرجو أن أسلبه.

    قال ابن إسحاق: وحدّثني عبد الله بن أبي بكر قال: ثم انصرفوا عنهم فأتوا عبد الله بن أبيّ يعني ابن سلول فسألوه، فقال: إنّ هذا الأمر جسيم وما كان قومي ليتفوّتوا عليّ بمثله، فانصرفوا عنه.

    وقال ابن إدريس، عن ابن إسحاق: حدّثني عبد الله بن أبي بكر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: ابعثوا منكم اثني عشر نقيباً كفلاء على قومهم، ككفالة الحواريّين لعيسى ابن مريم، فقال اسعد بن زرارة: نعم يا رسول الله، قال: فأنت نقيب على قومك، ثم سمّى النّقباء كرواية معبد بن مالك.

    وقال ابن وهب: حدّثني مالك، حدّثني شيخ من الأنصار أنّ جبريل عليه السلام كان يشير للنّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى من يجعله نقيباً، قال مالك: كنت أعجب كيف جاء من قبيلة رجل، ومن قبيلة رجلان، حتّى حدّثني هذا الشيخ أنّ جبريل كان يشير إليهم يوم البيعة، قال مالك: وهم تسعة نقباء نم الخزرج، وثلاثة من الأوس.

    وقال: ابن إسحاق.



    تسمية من شهد العقبة



    قلت: تركت النّقباء لأنّهم قد تقدّموا.

    فمن الأوس: سلمة بن سلامة بن وقش.

    ومن بني حارثة: ظهير بن رافع، وأبو بردة بن نيار، وبهير بن الهيثم.

    ومن بني عمرو بن عوف: رفعة بن عبد المنذر وعدّه ابن إسحاق نقيباً عوض أبي الهيثم بن التّيهان وعبد الله بن جبير بن النّعمان أمير الرّماة يوم أحد ويوم ذر استشهد، ومعن بن عديّ قتل يوم اليمامة، وعويم بن ساعدة.

    فجميع من شهد العقبة من الأوس أحد عشر رجلاً.

    ومن الخزرج من بني النّجّار: أبو أيّوب خالد بن زيد، ومعاذ بن عفراء وأخوه عوف، وعمارة بن حزم، وقتل يوم اليمامة.

    ومن بني عمرو بن مبذول: سهل بن عتيك، بدريّ.

    ومن بني عمر بن النّجّار، وهم بنو حديلة: أوس بن ثابت، وأبو طلحة زيد بن سهل.

    ومن بني مازن بن النّجّار: قيس بن أبي صعصعة، وعمرو بن غزيّة.

    ومن الحارث بن الخزرج: خارجة بن زيد، استشهد يوم أحد، وبشير بن سعد، وعبد الله بن زيد صاحب النّداء، وخلاد بن سويد، استشهد يوم قريظة، وأبو مسعود عقبة بن عمرو.

    ومن بني بياضة: زياد بن لبيد، وفروة بن عمرو، وخالد بن قيس.

    ومن بني زريق: ذكوان بن عبد قيس، وكان خرج إلى مكة، فكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يقال له: مهاجريّ أنصاريّ، واستشهد يوم أحد، وعباد بن قيس، والحارث بن قيس.

    ومن بني سلمة: بشر بن البراء بن معرور ابن أحد النّقياء، وسنان بن صيفي، والطّقيل بن النّعمان، واستشهد يوم الخندق، ومعقل بن المنذر، ومسعود بن يزيد، والضّحّاك بن حارثة، ويزيد بن حرام، وجبّار بن صخر، والطّفيل بن مالك.

    ومن بني غنم بن سواد: سليم بن عمرو، وقطبة بن عامر، ويزيد بن عامر، وأبو البسر كعب بن عمرو، وصيفي بن سواد.

    ومن بني نابي بن عمرو: ثعلبة بن غنمة، وقتل بالخندق، وأخوه عمرو، وعبس بن عامر، وعبد الله بن أنيس، وخالد بن عديّ.

    ومن بني حرام: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، ومعاذ بن عمرو بن الجموح، وثابت بن الجذع، استشهد بالطّائف، وعمير بن الحارث، وخديج بن سلامة، ومعاذ بن جبل.

    ومن بني عوف بن الخزرج: العبّاس بن عبادة، استشهد يوم أحد، وأبو عبد الرحمن يزيد بن ثعلبة البلوي حليف لهم، وعمرو بن الحارث.

    ومن بني سالم بن غنم بن عوف: رفاعة بن عمرو، وعقبة بن وهب.

    ومن بني ساعدة: النّقيبان سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو الذي كان أميراً يوم بئر معونة فاستشهد.

    وأمّا المرأتان فأمّ منيع أسماء بنت عمرو بن عديّ، وأمّ عمارة نسيبة بنت كعب، حضرت ومعها زوجها زيد بن عاصم بن كعب، وابناها حبيب وعبد الله، وحبيب هو الذي مثّل به مسيلمة الكذّاب وقطّعه عضواً عضواً.

    قال ابن إسحاق: فلمّا تفرّق النّاس عن البيعة، فتّشت قريش من الغد عن الخبر والبيعة، فوجدوه حقّاً، فانطلقوا في طلب القوم، فأدركوا سعد بن عبادة، وهرب منذر بن عمرو، فشدّوا يدي سعد إلى عنقه بتسعة، وكان ذا شعر كثير، فطفقوا يحبذونه بجمّتّه ويصكّونه ويلكزونه، إلى أن جاء مطعم بن عديّ، والحارث بن أميّة، وكان سعد يجيرهما إذا قدما المدينة، فأطلقاه من أيديهم خلّيا سبيله.

    قال: وكان معاذ بن عمرو بن الجموح قد شهد العقبة، وكان أبوه نم سادة بني سلمة، وقد اتّخذ في داره صنماً من خشب يقال له نماف فلما أسلم فتيان بني سلمة: معاذ بن جبل، وابنه معاذ بن عمرو وغيرهما، كانوا يدخلون بالليل على صنمه فيأخذونه ويطرحونه في بعض الحفر، وفيها عذر النّاس، منكّساً على رأسه، فإذا أصبح عمرو قال: ويلكم من عدا على آلهتنا في هذه اللّيلة! ثم يلتمسه حتى إذا وجده غسّله وطهّره وطيّبه، ثم قال: أما والله لو أعلم من يصنع بك هذا لأخزيته. فإذا أمسى ونام فعلوا به مثل ذلك، وفعل مرّات، وفي الآخر علّق عليه سيفه، ثم قال: إنّي والله ما اعلم من يصنع بك ما ترى، فإن كان فيك خير فامتنع، وهذا السيف معك، فلمّا كان الليل أخذوا السيف من عنقه، ثم أخذوا كلباً ميتاً فعلقوه وربطوه به وألقوه في جبّ عذرة، فإذا عمرو فلميجده، فخرج يتبعه حتّى وجده في البئر منكّساً مقروناً بالكلب، فلمّا رآه أبصر شأنه، وكلّمه من اسلم من قومه فأسلم وحسن إسلامه، وقال:

    تـالـلـه لـو كـنـت إلـهـاً لـم تـكـــن أنـت وكـلـب وسـط بـئر فـي قـرن

    أفّ لـمـصـرعـك إلـهـاً مـسـتـــدن الآن فـتـشـنـاك عـن سـوء الـغـبـن

    الـحـمـد لـلـه الـعـلـيّ ذي الـمـنــن الـواهـب الـــرّزّاق وديّان الـــدّين

    هـو الـذي أنـقـذنـي مـن قـبـــل أن أكـون فـي ظـلـمة قـبـر مـرتـهـــن
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    تاريخ الاسلام للذهبى (4)
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الماسه ماى جو :: اسلاميات :: اسلامى-
    انتقل الى: