الماسه ماى جو
السلام عليكم نورت الماسه ماى جو موقع قريه بنى هلال الاول
نتشرف بتسجيلك معنا
تذكر قوله تعالى
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))
الماسه ماى جو
السلام عليكم نورت الماسه ماى جو موقع قريه بنى هلال الاول
نتشرف بتسجيلك معنا
تذكر قوله تعالى
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))
الماسه ماى جو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الماسه ماى جو

موقع قريه بنى هلال
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمطلوب مشرفين مطوعين
مـــــــــــــعـــــــــــا لــــــــــــنــــــــــــــبــــــــــنى ونـــــعـــمـــر مـــــــصـــــــــر
موقع الماسه ماى جو يرحب بكم ونتما لكم وقت ممتع ...........بنى هلال مـــــعـــــا روح واحـــــده يـــــد واحده فــــــى جــــــســـــد واحــــــــــد
تم انشاء قسم (شباب وبس )لوضع النصائح والمعلومات لشبابنا من اجل مستقبل افضل فيجب على كل من لديه معلومه ان يضعها فى هذا القسم لكى تكن له صدقه جاريه ويستفاد بها الجميع ان شاء الله موقع بنى هلال يتمنى ان تستمتعوا بوقتكم معنا...................
الأن فى موقع الماسه ماى جو موقع قرية بنى هلال الاول....( دردشـــــــه جــــمـــاعــــيـــه ) فى اسفل الصفحه الرئيسيه لكل الاعضاء اذا اردت الدخول فعليك تسجيل عضويتك فى الموقع ...........نتمنى لكم وقت ممتع مع الماسه ماى جو
اكثر الاعضاء نشاطا فى الموقع هم (حامد عبد المعطى الخشن) و ( حياتى الله ) لهم من اسرة الموقع جزيل الشكر
شركة الأيــمـــان للتجاره
لتجارة الاعلاف والكتاكيت ومستلزمات المزارع اداره الحاج فؤاد العياط ت/0144677666
مواضيع مماثلة
    شـركـة اسـيـوط للأسـتـثـمار
    احـــدى شــركــــات الـهـيـئـه الـعـامـه للأ سـتـثـمـار ادارة / أ. طـــه عبد السلام ت/ 0889211511 assiutco@yahoo.com
    الـجـمـعـيـه الـخـيـريـه
    هى من اهم الاعمال الخيريه فى القريه تتكفل ب 200 اسره تحتوى على مشغل خياطه للفتيات ومركز للتدرب الاطفال الحاسب الالى
    زوووووووووم
    مـصـور فـديـو بأحدث الكاميرات م: احمد حسن القوصيه. ش: مصرف مهنى العاشر من رمضان 0109449821
    مـــــووودى شــوب
    لتصاميم ودورات الفوتوشوب م:محمود عزت محمود ت: 0184611322
    ورشة المهندس
    للرخام والجرانيت ملوى: اخر شارع الرحمه خلف المساكن م: صابر احمد حسين مزايكو 0103611741 0173870885
    اولاد الشيخ للتجاره
    للتجاره العامه .ادوات مدرسيه. مواد غذائيه.هدايا.لعب اطفال. ادارة :أ.احمد محمود عبد الصبور

     

     تاريخ الاسلام للذهبى (5)

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    السويدى




    عدد المساهمات : 29
    نقاط : 9911
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 04/06/2011

    تاريخ الاسلام للذهبى (5) Empty
    مُساهمةموضوع: تاريخ الاسلام للذهبى (5)   تاريخ الاسلام للذهبى (5) Icon_minitimeالأحد يونيو 05, 2011 5:23 pm

    أوّل من هاجر إلى المدينة





    عقيل وغيره، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم للمسلمين بمكة: قد أريت دار هجرتكم، أريت سبخةً ذات نخل بين لابتين. وهما الحرّتان، فهاجر من هاجر قبل المدينة عند ذلك، ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى ارض الحبشة من المسلمين، وتجهّز أبو بكر مهاجراً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: على رسلك فإنّي أرجو أن يؤذن لي، فقال أبو بكر: وترجو ذلك بابي أنت وأمّي؟ قال: نعم، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلف راحلتين عنده ورق السّمر أربعة أشهر. أخرجه البخاريّ.

    وقال البكّائيّ، عن ابن إسحاق قال: فلمّا أذن الله لنبيّه في الحرب وبايعه هذا الحيّ من الأنصار على الإسلام والنصّرة، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها واللّحوق بالأنصار، فخرجوا أرسالاً، فكان أوّل من هاجر أبو سلمة بن عبد الأسد إلى المدينة، هاجر إليها قبل العقبة الكبرى بسنة، وقد كان قدم من الحبشة مكة، فآذته قريش، وبلغه أنّ جماعةً من الأنصار قد أسلموا، فهاجر إلى المدينة.

    فعن أمّ سلمة قالت: لمّا أجمع أبو سلمة الخروج رحّل لي بعيره، ثمّ حملني وابني عليه، ثمّ خرج بي يقودني. فلمّا رأته رجال بني المغيرة قاموا إليه، فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، هذه، علام نتركك تسير بها في البلاد! فنزعوا خطام البعير من يده، فأخذوني منه، وغضب عند ذلك رهط أبي سلمة، فقالوا: والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا، فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، وحبسني بنو المغيرة عندهم، فانطلق زوجي إذ فرّقوا بيننا، فكنت أخرج كلّ غداة فأجلس بالأبطح، فلا أزال أبكي حتى أمسي، سنة أو قريباً منها. حتى مرّ بي رجل من بني عمّي فرحمني، فقال: ألا تخرجون من هذه المسكينة، فرّقتم بينها وبين ولدها؟ فقالوا لي: إلحقي بزوجك، قالت: وردّ بنو عبد الأسد إليّ عند ذلك ابني.

    فارتحلت بعيري، ثمّ وضعت سلمة في حجري، وخرجت أريد زوجي بالمدينة، وما معي أحد من خلق الله. قلت: أتبلّغ بمن لقيت حتى أقدم على زوجي، حتّى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة العبدريّ، فقال: إلى أين يا بنة أبي أميّة؟ قلت: أريد زوجي بالمدينة.

    قال: أو ما معك أحد؟ قالت: قلت: لا والله إلاّ الله وبنيّ هذا، قال: والله ما لك من مترك. فأخذ بخطام البعير، فانطلق معي يهوي بي، فوالله ما صحبت رجلاً من العرب، أرى أنّه أكرم منه، كان أبداً إذا بلغ المنزل أناخ بي، ثمّ استأخر عنّي حتى نزلت استأخر ببعيري، فحطّ عنه، ثمّ قيّده في الشجر، ثم تنحّى إلى شجرة، فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فرحّله، ثمّ استأخر عنّي وقال: اركبي، فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فاخذ بخطامه، فقادني حتى ينزل بي، فلم يزل يصنع ذلك حتى أقدمني المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال: زوجك في هذه القرية، ثم انصرف راجعاً.

    ثم كان أوّل من قدمها بعد أبي سلمة: عامر بن ربيعة حليف بني عديّ ابن كعب مع امرأته، ثم عبد الله بن جحش حليف بني أميّة، مع امرأته وأخيه أبي أحميد، وكان أبو أحمد ضرير البصر، وكان يمشي بمكة بغير قائد، وكان شاعراً، وكانت عنده الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب، وكانت أمّه أميمة بنت عبد المطّلب، فنزل هؤلاء بقباء على مبشّر بن عبد المنذر.

    وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: فلمّا اشتدّوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أمر رسول الله أصحابه بالهجرة، فخرجوا رسلاً رسلاً، فخرج منهم قبل مخرج رسول اله صلى الله عليه وسلم: أبو سلمة وامرأته، وعامر بن ربيعة، وامرأته أمّ عبد الله بنت أبي حثمة، ومصعب بن عمير، وعثمان بن مظعون، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وعبد الله بن جحش، وعثمان بن الشّريد، وعمّار بن ياسر، ثم خرج عمر وعيّاش بن أبي ربيعة وجماعة، فطلب أبو جهل والحارث بن هشام عيّاشاً، وهو أخوهم لأمّهم، فقدموا المدينة فذكروا له حزن أمّه، وأنّها حلفت لا يظلّها سقف، وكان بها برّاً، فرقّ لها وصدقهم، فلما خرجا به أوثقاه وقدما بن مكة، فلم يزل بها إلى قبل الفتح.

    قلت: وهو الذي كان يدعو له النّبيّ صلى الله عليه وسلم في القنوت: اللّهمّ أنج سلمة بن هشام، وعيّاش بن أبي ربيعة. الحديث.

    قال ابن شهاب: وخرج عبد الرحمن بن عوف، فنزل على سعد بن الربيع، وخرج عثمان، والزّبير، وطلحة بن عبيد الله، وطائفة، ومكث ناس من الصحابة بمكة، حتى قدموا المدينة بعد مقدمه، منهم: سعد بن أبي وقاص، على اختلاف فيه.

    وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدّثني نافع، عن ابن عمر، عن أبيه عمر بن الخطّاب قال: لمّا اجتمعنا للهجرة اتّعدت أنا وعيّاش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاص بن وائل، وقلنا: الميعاد بيننا التّناضب من أضاة بني غفار، فمن أصبح منكم لم يأتها فقد حبس، فأصبحت عندها أنا وعيّاش، وحبس هشام وفتن، وقدمنا المدينة فكنّا نقول: ما الله بقابل من هؤلاء توبة، قوم عرفوا الله وآمنوا به وصدقوا رسوله، ثمّ رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم في الدنيا فأنزلت: " قل يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله "، فكتبتها بيدي كتاباً، ثمّ بعثت بها إلى هشام، فقال هشام بن العاص: فلمّا قدمت عليّ خرجت بها إلى ذي طوىً أصعد فيها النّظر وأصوّبه لأفهمها، فقلت: الّهمّ فهّمنيها، فعرفت إنما أنزلت فينا لما كنّا نقول في أنفسنا، ويقال فينا، فرجعت فجلست على بعيري، فلحقت برسول الله صلى اله عليه وسلم، قال: فقتل هشام بأجنادين.

    وقال عبد العزيز الدّراوردي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: قدمنا من مكة فنزلنا العصبة عمر بن الخطّاب، وأبو عبيدة، وسالم مولى أبي حذيفة، فكان يؤمّهم سالم، لأنّه كان أكثرهم قرآناً.

    وقال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: أوّل من قدم علينا مصعب بن عمير، فقلنا له: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو مكانه وأصحابه على أثر، ثم أتى بعده عمرو بن أمّ مكتوم الأعمى أخو بني فهر، ثم عمّار بن ياسر، وسعد بن أبي وقّاص، وابن مسعود، وبلال، ثم أتانا عمر بن الخطّاب في عشرين راكباً، ثم أتانا رسول الله صلى اله عليه وسلم وأبو بكر معه، فلم يقدم علينا رسول الله حتى قرأت سوراً من المفصّل. أخرجه مسلم.

    وقال ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: ومكث رسول الله صلى اله عليه وسلم بعد الحجّ بقيّة ذي الحجّة، والمحرّم، وصفر، وإنّ مشركي قريش أجمعوا أمرهم ومكرهم على أن يأخذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإمّا أن يقتلوه أو يحبسوه أو يخرجوه، فأخبره الله بمكرهم في قوله: " وإذ يمكر بك الّذين كفروا " الآية، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر تحت الليل قبل الغار بثور، وعمد عليّ فرقد على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم يواري عنه العيون.

    وكذا قال موسى بن عقبة، وزاد: فباتت قريش يختلفون ويأتمرون أيّهم يجثم على صاحب الفراش فيوثقه، إلى أن أصبحوا، فإذا هم بعليّ، فسألوه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأخبرهم أنّه لا علم له به، فعلموا عند ذلك أنّه قد خرج فارّاً منهم، فركبوا في كلّ وجه يطلبونه.

    وكذا قال ابن إسحاق: لمّا أيقنت قريش أنّ محمداً صلى الله عليه وسلم قد بويع، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان بمكة من أصحابه أن يلحقوا بإخوانهم بالمدينة، تآمروا فيما بينهم فقالوا: الآن، فأجمعوا في أمر محمد فوالله لكأنه قد كرّ عليكم بالرجال، فأثبتوه أو اقتلوه أو أخرجوه.

    فاجتمعوا له في دار النّدوة ليقتلوه. فلمّا دخلوا الدّار اعترضهم الشيطان في صورة رجل جميل في بتّ له فقال: أأدخل؟ قالوا: من أنت؟ قال: أنا رجل من أهل نجد، سمع بالذي اجتمعتم له، فأراد أن يحضره معكم، فعسى أن لا يعدمكم منه نصح ورأي، قالوا: أجل فادخل، فلمّا دخل قال بعضهم لبعض: قد كان من الأمر أم قد علمتم، فأجمعوا رأياً في هذا الرجل، فقال قائل: أرى أن تحبسوه، فقال النّجديّ: ما هذا برأي، والله لئن فعلتم ليخرجنّ رأيه وحديثه إلى من وراءه من أصحابه، فأوشك أن ينتزعوه من أيديكم، ثمّ يغلبوكم على ما في أيديكم من أمركم، فقال قائل منهم: بل نخرجه فننفيه، فإذا غيّب عنّا وجهه وحديثه ما نبالي أين وقع، قال النجديّ: ما هذا برأي، أما رأيتم حلاوة منطقه، وحسن حديثه، وغلبته على من يلقاه، ولئن فعلتم ذلك ليدخل على قبيلة من قبائل العرب فأصفقت معه على رأيه، ثم سار بهم إليكم حتى يطاكم بهم، فقال أبو جهل: والله إنّ لي فيه رأياً، ما أراكم وقعتم عليه، قالوا: وما هو؟ قال: أرى أن تأخذوا من كلّ قبيلة من قريش غلاماً جلداً نهداً نسيباً وسيطاً، ثم تعطوه شفاراً صارمةً، فيضربوه ضربة رجل واحد، فإذا قتلتموه تفرّق دمه في القبائل، فلم تدر عبد مناف بعد ذلك ما تصنع، ولم يقووا على حرب قومهم، وإنّما غايتهم عند ذلك أن يأخذوا العقل فتدونه لهم، قال النّجديّ: لله درّ هذا الفتى، هذا الرأي وإلاّ فلا شيء، فتفرّقوا على ذلك واجتمعوا له، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر وأمر أن لا ينام على فراشه تلك الّيلة، فلم يبت موضعه، بل بيّت عليّاً في مضجعه. رواه سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه.

    ثنا ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عبّاس.

    ح. قال ابن إسحاق: وحدّثني الكلبي عن باذام مولى أمّ هانئ، عن ابن عبّاس، فذكر معنى الحديث، وزاد فيه: وأذن الله عند ذلك بالخروج، وانزل عليه بالمدينة الأنفال يذكر نعمته عليه وبلاءه عنده " وغذ يمكر بك الّذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك " الآية.


    خروجه إلى المدينة مهاجراً





    قال عقيل: قال ابن شهاب، وأخبرني عروة أنّ عائشة زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: لم أعقل أبويّ إلاّ وهما يدينان الدّين، ولم يمرّ علينا يوم إلاّ ويأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النّهار بكرةً وعشيّاً، فلمّا ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجراً قبل أرض الحبشة، حتى إذا بلغ برك الغماد، لقيه ابن الدّغنة وهو سيّد القارة، قال: أين تريد يا أبا بكر؟ قال: أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربّي، قال: إنّمثلك لا يخرج ولا يخرج، وإنك تكسب المعدوم، وتصل الرّحم، وتحمل الكلّ، وتقري الضّيف، وتعين على نوائب الحق، وأنا لك جار، فارجع فاعبد ربّك ببلادك، وارتحل ابن الدّغنة مع أبي بكر، فطاف في أراف قريش، فقال لهم: إنّ أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلاً يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكلّ، ويقري الضيّف، ويعين على نوائب الحقّ! فأنفذت قريش جوار ابن الدّغنة، وقالوا له: مر أبا بكر يعبد ربّه في داره، فليصلّ وليقرأ ما شاء، ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به، فإنّا نخشى أن يفتن أبناءنا ونساءنا، فقال ذلك لأبي بكر، فلبث يعبد ربّه ولا يستعلن بالصّلاة ولا القراءة في غير داره، ثم بدا لأبي بكر، فابتنى مسجداً بفناء داره وبرز، فيصلّي فيه ويقرا القرآن، فيتقصّف عليه نساء المشركين وأبناؤهم، يعجبون وينظرون إليه، وكان أبو بكر لا يكاد يملك دمعه حين يقرا، فأفزع ذلك أشراف قريش فأرسلوا إلى ابن الدّغنة، فقدم عليهم، فقالوا له: إنّا كنّا أجرنا أبا بكر على أني عبد ربّه في داره، وإنّه جاوز ذلك، وابتنى مسجداً بفناء داره، وأعلن الصّلاة والقراءة، وإنّا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا، فأته فإن أحبذ أن يقتصر على أن يعبد ربّه في داره فعل، وإن أبى إلاّ أن يعلن ذلك فسله أن يردّ عليك جوارك، فإنّا قد كرهنا أن نخفرك، ولسنا مقرّين لأبي بكر الاستعلان.

    قلت عائشة: فأتى ابن الدّغنة أبا بكر فقال: قد علمت الذي عقدت لك عليه، فإمّا أن تقتصر على ذلك، وإمّا أن تردّ إليّ ذمتي، فإنّي لا أحبّ أن تسمع العرب أنّي أخفرت في رجل عقدت له، قال أبو بكر: أردّ إليك جوارك وأرضى بجوار الله.

    والنّبيّ صلى الله عليه وسلم بمكة، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم للمسلمين: قد أريت دار هجرتكم، أريت سبخةً ذات نخل بين لابتين. هما الحرّتان، فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر تلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة.

    وتجهّز أبو بكر مهاجراً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: على رسلك، فإنّي أرجو أن يؤذن لي، قال: هل ترجو بأبي أنت ذلك؟ قال: نعم، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السّمر أربعة أشهر.

    فبينا نحن جلوس في بيتنا في نحر الظّهيرة، قيل لأبي بكر: هذا رسول الله مقبلاً متقنّعاً في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فداء له أبي وأميّ، أمّا والله إن جاء به في هذه السّاعة إلاّ أمر، قالت: فجاء واستأذن، فأذن له فدخل، فقال لأبي بكر: أخرج من عندك، قال أبو بكر: إنّما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله، فقال: اخرج فقد أذن لي في الخروج، قال: فخذ منّي إحدى راحلتيّ قال: بالثمن، وقالت عائشة: فجهّزتهما أحثّ الجهاز، فصنعنا لهما سفرةً في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعةً من نطاقها فأوكت به الجراب، فبذلك كانت تسمّى ذات النّطاقين، ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل يقال له ثور فمكثا فيه ثلاث ليال، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، وهو غلام شاب لقن ثقف، فيدلج من عندهما بسحر، فيصبح في قريش بمكة كبائب، فلا يسمع أمراً يكيدون بع غلاّ وعاه، حتّى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظّلام، ويرعى عليها عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحةً، ويريح عليهما حين تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسل منحتهما حتى ينعق بهما عامر بن فهيرة بغلس، ويفعل ذلك كلّ ليلة من اللّيالي الثلاث، واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلاً من بني الدّئل هادياً خرّيتاً، قد غمس يمين حلف في آل العاص بن وائل، وهو على جاهليّته، فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور، فأتاهما براحلتيهما صبيحة ثلاث، فارتحلا، وانطلق عامر بن فهيرة والدليل الدّئليّ، فاخذ بهما في طريق الساحل. أخرجه البخاري.

    عن عمر رضي الله عنه قال: والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عمر، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هارباً من أهل مكة ليلاً، فتبعه أبو بكر، فجعل يمشي مرّة أمامه، ومرّة خلفه يحرسه، فمشى رسول الله صلى اله عليه وسلم ليلته حتى حفيت رجلاه، فلمّا رآهما أبو بكر حمله على كاهله، حتى أتى به فم الغار، وكان فيه خرق فيه حيّات، فخشي أبو بكر أن يخرج منهنّ شيء يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقمه قدمه، فجعلن يضربنه ويلسعنه الحيّات والأفاعي ودموعه تتحدّر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تحزن إنّ الله معنا "، وأمّا يومه، فلمّا ارتدّت العرب قلت: يا خليفة رسول الله تالّف النّاس وارفق بهم، فقال: جبّار في الجاهلية خوّار في الإسلام، بم أتالّفهم بشعر مفتعل أم بقول مفترى! وذكر الحديث.

    وهو منكر، سكت عنه البيهقيّ، وساقه من حديث يحيى بن أبي طالب، أنا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبيّ، حدّثني فرأت بن السّائب، عن ميمون، عن ضبّة بن محصّن، عن عمر.

    وآفته من هذا الراسبيّ فإنّه ليس بثقة، مع كونه مجهولاً، ذكره الخطيب في تاريخه فغمزه.

    وقال الأسود بن عامر: ثنا إسرائيل، عن الأسود، عن جندب قال: كان أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار، فأصاب يده حجر فقال:

    إن أنـت إلاّ إصـبــع دمـــيت وفـي سـبـيل الـلـه مـا لـقـيت

    الأسود: هو ابن قيس، سمع من جندب البجليّ، واحتجّا به في الصّحيحين.

    وقال همّام: ثنا ثابت، عن أنس أنّ أبا بكر حدّثه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار، فقلت: يا رسول الله لو أنّ أحدهم ينظر إلى تحت قدميه لأبصرنا، فقال النّبيّ: يا أبا بكر ما ظنّك باثنين الله ثالثهما. متفق عليه.

    وقال ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة أنّهم ركبوا في كلّ وجه يطلبون النّبيّ صلى الله عليه وسلم وبعثوا إلى أهل المياه يأمرونهم به، ويجعلون لهم الجعل العظيم إلى أن قال: فأجاز بهما الدليل أسفل مكة، ثم مضى بهما حتى جاء بهما الساحل أل من عسفان ثمّ سلك في أسفل مج، ثم أجاز بهما حتى عارض الطريق بعد أن أجاز قديداً، ثمّ سلك في الخرّار، ثمّ أجاز على ثنيّة المرة، ثمّ سلك مدلجة لقف، ثمّ استبطن مدلجة مجاح، ثمّ بطن مرجح ذي العصوين، ثمّ أجاز القاحة، ثم هبط العرج، ثمّ أجاز في ثنيّة الغائر عن يمين ركوبة، ثمّ هبط بطن ريم ثمّ قدم قباء من قبل العالية.

    وقال مسلم بن إبراهيم: ثنا عون بن عمرو القيسيّ: سمعت أبا مصعب المكيّ قال: أدركت المغيرة بن شعبة؛ وأنس بن مالك، وزيد بن أرقم، فسمعتهم يتحدّثون أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسل ليلة الغار أمر اله بشجرة فنبتت في وجه النّبيّ صلى الله عليه وسلم فسترته، وأمر الله العنكبوت فنسجت فسترته، وأمر الله حمامتين وحشيّتين فوقعتا بفم الغار، وأقبل فتيان قريش بعصيّهم وسيوفهم، فجاء رجل ثم رجع إلى الباقين فقال: رأيت حمامتين بفم الغار، فعلمت أنّه ليس فيه أحد.

    وقال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: اشترى أبو بكر من عازب رحلاً بثلاثة عشر درهماً، فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمله إلى رحلي، فقال ه عازب: لا حتى تحدّثنا كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما، والمشركون يطلبونكما.

    قال: أدلجنا من مكة ليلاً، فأحيينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا، وقام قائم الظّهيرة، فرميت ببصري هل أرى من ظلّ نأوي إليه، فّذا صخرة فانتهيت إليها، فإذا بقيةً ظلّ لها فسوّيته، ثمّ فرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فروةً، ثم قلت: اضطجع يا رسول الله، فاضطجع، ثم ذهبت أنفض ما حولي هل أرى من الطّلب أحداً، فإذا براعي يسوق غنمه إلى الصّخرة، يريد منها الذي أريد، يعني الظّلّ، فسألته: لمن أنت؟ فقال: لرجل من قريش، فسمّاه فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم، قلت: هل أنت حالب لي؟ قال: نعم، فأمرته، فاعتقل شاةً من غنمه، وأمرته أن ينفض ضرعها من التراب، ثم أمرته أن ينفض كفّيه، فقال هكذا، فضرب إحداهما على الأخرى، فحلب لي كثبةً من لبن، وقد رواه معي لرسول الله صلى الله عليه وسلم إداوةً، على فمها خرقة، فصببت على اللّبن حتى برد أسفله، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافيته وقد استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله، فشرب حتى رضي، ثم قلت: قد آن الرحيل، قال: فارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: هذا الطّلب قد لحقنا يا رسول الله، قال: " لا تحزن إنّ الله معنا "، فلمّا أن دنا منّا، وكان بيننا وبينه قيد رمحين أو ثلاثة قلت: هذا الطّلب قد لحقنا يا رسول الله وبكيت، فقال: ما يبكيك؟ قلت: أما والله ما على نفسي أبكي، ولكنّي إنّما أبكي عليك، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " اللّهمّ اكفناه بما شئت "، فساخت به فرسه في الأرض إلى بطنها، فوثب عنها، ثم قال: يا محمد قد علمت أنّ هذا عملك، فادع الله أن ينجيني ممّا أنا فيه، فوالله لأعمينّ على من ورائي من الطّلب، وهذه كنانتي فخذ منها سهماً، فإنّك ستمرّ بإبلي وغنمي بمكان كذا وكذا، فخذ منها حاجتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حاجة لنا في إبلك وغنمك، فدعا له، فانطلق راجعاً إلى أصحابه، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى قدمنا المدينة ليلاً. أخرجاه من حديث زهير بن معاوية، سمعت أبا إسحاق قال: سمعت البراء.

    أخرج البخاريّ حديث إسرائيل، عن عبد الله بن رجاء، عنه.

    وقال عقيل، عن الزّهريّ: أخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجيّ أنّ أباه أخبره، أنّه سمع سراقة بن مالك بن جعشم يقول: جاءنا رسل كفّار قريش يجعلون في رسول الله وأبي بكر دية كلّ واحد منهما في قتله أو أسره، فبينا أنا جالس في مجلس قومي بني مدلج، إذ أقبل رجل منهم، حتى قام علينا ونحن جلوس فقال: يا سراقة إنّي قد رأيت آنفاً اسودةً بالساحل، أراها محمداً وأصحابه، قال سراقة: فعرفت أنّهم هم، فقلت: إنّهم ليسوا بهم، ولكنّك رأيت فلاناً وفلاناً، انطلقوا بأعيننا، ثمّ قلّما لبثت في المجلس حتى قمت فدخلت بيتي، فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي فتهبطها من وراء أكمة فتحبسها عليّ، فأخذت رمحي وخرجت من ظهر البيت، فخططت بزجّه الأرض، وخفضت علية الرمح حتّى آتيت فرسي فركبتها، فرفعتها تقرب بي، حتّى إذا دنوت منهم عثرت بي فرسي فخررت، فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي، واستخرجت منها الأزلام، فاستقسمت بها أضرّهم أو لا أضرهم، فخرج الذي اكره: لا أضرّهم، فركبت فرسي وعصيت الأزلام، فرفعتها تقرب بي، حتّى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر التلفّت، ساخت يدا فرسي في الأرض، حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها، ثم زجرتها فنهضت، فلم تكد تخرج يداها، فلمّا استوت قائمةً إذا لأثر يديها غبار ساطع في السماء مثل الدّخان، فاستقسمت بالأزلام، فخرج الذي أكره لا أضرهم، فناديتهما بالأمان، فوقفا لي وركبت فرسي حتىّ جئتهما، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهما، أنّه سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: إنّ قومك قد جعلوا فيكما الدّية، وأخبرتهما أخبار ما يريد النّاس بهم، وعرضت عليهم الزّاد والمتاع، فلم يرزآني شيئاً، ولم يسألاني، إلاّ أن قال: أخف عنّا، فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به، فأمر عامر بن فهيرة، فكتب في رقعة من آدم، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاري.

    وقال موسى بن عقبة: نا ابن شعاب الزّهري، حدّثني عبد الرحمن بن مالك بن جعشم المدلجي أنّ أباه أخبره، أنّ أخاه سراقة بن جعشم أخبره، ثم ساق الحديث، وزاد فيه: وأخرجت سلاحي ثمّ لبست لأمتي، وفيه: فكتب لي أبو بكر، ثمّ ألقاه إليّ فرجعت فسكتّ، فلم أذكر شيئاً ممّا كان، حتى فتح الله مكة، وفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين خرجت لألقاه ومعي الكتاب، فدخلت بين كتيبة من كتائب الأنصار، فطفقوا يقرعونني بالرماح ويقولون: إليك إليك، حتى دنوت من رسول الله صلى الله عليه وسم وهو على ناقته، أنظر إلى ساقه في غرزة كأنّها جمارة، فرفعت يدي بالكتاب فقلت: يا رسول الله هذا كتابك، فقال: يوم وفاء وبرّ إذن، قال: فأسلمت، ثمّ ذكرت شيئاً أسال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن شهاب: سأله عن الضّالّة وشيء آخر، قال: فانصرفت وسقت إلى رسول الله صدقتي.

    وقال البكّائيّ، عن ابن إسحاق: حدّثت عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: لمّا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، أتى نفر من قريش، فيهم أبو جهل، فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجت إليهم فقالوا: أين أبوك؟ قلت: لا أدري والله أين أبي، فرفع أبو جهل يده وكان فاحشاً خبيثاً فلطمني على خدّي لطمة طرح منها قرطي.

    وحدّثني يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزّبير أنّ أباه حدّثه عن جدّته أسماء بنت أبي بكر قالت: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج معه أبو بكر، احتمل أبو بكر ماله كلّه معه، خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم، فانطلق به معه، فدخل علينا جدّي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال: والله إنّي لا أراه فجعكم بماله مع نفسه، قالت: كلاّ يا أبت، قد ترك لنا خيرً كثيراً، قالت: فأخذت أحجاراً فوضعتها في كوّة من البيت كان أبي يضع فيها ماله، ثم وضعت عليها ثوباً، ثم أخذت بيده فقالت: ضع يدك على هذا المال، فوضع يده عليه فقال: لا بأس إذا كان قد ترك لكم هذا فقد أسحن، في هذا بلاغ لكم، قالت: ولا والله ما ترك لنا شيئاً، ولكنّي أردت أن أسكّن الشيخ.

    وحدّثني الزّهريّ، أنّ عبد الرحمن بن مالك بن جعشم حدّثه، عن أبيه، عن عمّه سراقة بن مالك بن جعشم قال: لمّا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجراً، جعلت قريش فيه مائة ناقة لمن ردّه، قال: فبينا أنا جالس أقبل رجل منّا فقال: والله لقد رأيت ركباً ثلاثة مرّوا عليّ آنفاً، إنّي لأراهم محمداً وأصحابه، فأومأت إليه، يعني أن اسكت، ثم قلت: إنّما هم بنو فلان يبتغون ضالّةً لهم، قال: لعلّه، قال: فمكثت قليلاً، ثمّ قمت فدخلت بيتي، فذكر نحو ما تقدّم.

    قال: وحدّثت عن أسماء بنت أبي بكر قالت: فمكثنا ثلاث ليال ما ندري أين وجّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أقبل رجل من الجنّ من أسفل مكة يتغنّى بأبيات ن شعر غناء العرب، وإنّ النّاس ليتبعونه، ويسمعون صوته، حتى خرج من أعلى مكة، وهو يقول:

    جـزى الـلـه ربّ الـنّـاس خـير جـزائه رفـيقـين حـلاّ خـيمـتــي أمّ مـعـبـد

    هـمـا نـزلا بـالـبـرّ ثـمّ تـروّحـا فـأفـلـح مـن أمـسـى رفـيق مـحـمـد

    ليهن بـني كـعب مـكـان فـتـاتهم ومـقعدها لـلمؤمـنـين بمـرصـــد

    قالت: فعرفنا حيث وجّه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنّ وجهه إلى المدينة.

    قلت: قد سقت خبر أمّ معبد بطوله في صفته صلى الله عليه وسلم، كما يأتي إن شاء الله تعالى.

    وقال يحيى بن زكرّيا بن أبي زائدة: ثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ثنا عبد الرحمن بن الأصبهانيّ قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بكر الصّدّيق قال: خرجت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم من مكة، فانتهينا إلى حيّ من أحياء العرب، فنظر النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى بيت منتحياً، فقصد إليه فلمّا نزلنا لم يكن فيه إلاّ امرأة، فقالت: يا عبدي الله إنّما أنا امرأة وليس معي أحد، فعليكما بعظيم الحيّ إن أردتم القرى، قال: فلم يجبها، وذلك عند المساء، فجاء ابن لها بأعنز له يسوقها، فقالت له: يا بنيّ انطلق بهذه العنز والسّفرة إليهما فقل: اذبحا هذه وكلا وأطعمانا، فلمّا جاء قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: " انطلق بالشّفرة وجئني بالقدح "، قال: إنّها قد عزبت وليس بها لبن، قال: انطلق، فانطلق فجاء بقدح، فمسح النّبيّ صلى الله عليه وسلم ضرعها، ثمّ حلب حتى ملأ القدح، ثم قال: انطلق به إلى أمّك، فشربت حتى رويت، ثم جاء به فقال: انطلق بهذه وجئني بأخرى، ففعل بها كذلك، ثم سقى أبا بكر، ثم جاء بأخرى، ففعل بها كذلك، ثم شرب صلى الله عليه وسلم، قال: فبتنا ليلتنا ثمّ انطلقنا، فكانت تسمّية المبارك، وكثر غنمها حتى جلبت جلباً إلى المدينة، فمرّ أبو بكر فرآه ابنها فعرفه فقال: يا أمه إنّ هذا الرجل الذي كان مع المبارك، فقامت إليه فقالت: يا عبد الله من الرجل الذي كان معك؟ قال: وما تدرن من هو قالت: لا، قال: هو النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قالت: فأدخلني عليه، فأدخلها عليه فأطعمها وأعطاها.

    رواه محمد بن عمران بن أبي ليلى، وأسد بن موسى عن يحيى، وإسناده نظيف لكن منقطع بين أبي بكر، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.

    أوس بن عبد الله بن بريدة: نا الحسين بن واقد، عن ابن بريدة، عن أبيه، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يتفاءل، وكانت قريش قد جعلت مائةً من الإبل لمن يردّه عليهم، فركب بريدة في سبعين من بني سهم، فلقي نبيّ الله ليلاً فقال له: من أنت؟ قال: بريدة، فالتفت إلى أبي بكر فقال: برد أمرنا وصلح، ثم قال: وممّن؟ قال: من أسلم، قال لأبي بكر: سلمنا، ثم قال: ممّن؟ قال من بني سهم، قال: خرج سهمك. فأسلم بريدة والذين معه جميعاً، فلمّا أصبحوا قال بريدة للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: لا تدخل المدينة إلاّ ومعك لواء، فحلّ عمامته ثم شدّها في رمح، ثمّ مشى بين يدي النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقال: يا نبيّ الله ننزل عليّ، قال: إنّ ناقتي مأمورة.

    فسار حتى وقفت على باب أبي أيّوب فبركت. قلت: أوس متروك.

    وقال الحافظ أبو الوليد الطّيالسيّ: ثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط، ثنا أبي، عن قيس بن النّعمان قال: لمّا انطلق النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكر مستخفيين مرّا بعبد يرعى غنماً فاستسقياه اللّبن، فقال: ما عندي شاة تحلب، غير أنّ ها هنا حملت أوّل الشاء، وقد أخدجت وما بقي لها لبن، فقال: ادع بها، فدعا بها، فاعتقلها النّبيّ صلى الله عليه وسلم ومسح ضرعها ودعا حتى أنزلت، وجاء أبو بكر بمجنّ فحلب فسقى أبا بكر، ثم حلب فسقى الرّاعي، ثم حلب فشرب، فقال الرّاعي: بالله من أنت، فوالله ما رأيت مثلك قظ؟ قال: " أتكتم عليّ حتى أخبرك "؟ قال: نعم، قال: فإنّي محمد رسول اله، فقال: أنت الذي تزعم قريش أنّه صابئ، قال: " إنّهم ليقولون ذلك "، قال: فأشهد أنّك نبيّ، وأشهد أنّ ما جئت به حقّ، وانّه لا يفعل ما فعلت إلاّ نبيّ، وأنّا متّبعك، قال: " إنّك لن تستطيع ذلك يومك، فإذا بلغك أنّي قد ظهرت فائتنا ".

    وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: فحدّثني محمد بن جعفر بن الزّبير، عن عروة بن الزّبير، عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة، عن رجال من قومه، قالوا: لمّا بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، كنّا نخرج كلّ غداة فنجلس له بظاهر الحرّة، نلجأ إلى ظلّ الجدر حتى تغلبنا عليه الشمس، ثمّ نرجع إلى رحالنا، حتى إذا كان اليوم الذي جاء فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، جلسنا كما كنّا نجلس، حتى إذا رجعنا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرآه رجل من يهود، فنادى: يا بني قيلة هذا جدّكم قد جاء، فخرجنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد أناخ إلى ظلّ هو وأبو بكر، والله ما ندري أيّهما أسنّ، هما في سنّ واحدة، حتى رأينا أبا بكر ينحاز له عن الظّلّ، فعرفنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم بذلك، وقد قال قائل منهم: إنّ أبا بكر قام فأظلّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بردائه، فعرفناه.

    وقال محمد بن حمير، عن إبراهيم بن أبي عبلة: حدّثني عقبة بن وسّاج، عن انس بن مالك أنّ النّبيّ صلى الله عليه ولم قدم، يعني المدينة، وليس في أصحابه اشمط غير أبي بكر، فغلّفها بالحنّاء والكتم. أخرجه البخاريّ، من حديث محمد بن حمير.

    وقال شعبة: أنبأنا أبو إسحاق، سمعت البراء يقول: أوّ من قدم علينا من الصّحابة مصعب بن عمير، وابن أمّ مكتوم، وكانا يقرئان القرآن، ثم جاء عمّار، وبلال، وسعد، ثمّ جاء عمر بن الخطّاب في عشرين راكباً، ثمّ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء قطّ فرحهم به، حتى رأيت الولائد والصّبيان يسعون في الطّرق يقولون: جاء رسول الله، فما قدم المدينة حتى تعلّمت " سبّح اسم ربّك الأعلى " في مثلها من المفصّل. خ.

    وقال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، في حديث الرّحل، قال أبو بكر: ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه، حتّى قدمنا المدينة ليلاً، فتنازعه القوم أيّهم ينزل عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنّي أنزل اللّيلة على بني النّجّار أخوال بني عبد المطّلب أكرمهم بذلك، وقدم النّاس حين قدمنا المدينة، في الطّريق وعلى البيوت، والغلمان والخدم يقولون: جاء رسول الله، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر جاء محمد، الله أكبر جاء محمد، فلمّا أصبح انطلق فنزل حيث أمر. متّفق عليه.

    وقال هاشم بن القاسم: ثنا سليمان هو ابن المغيرة عن ثابت، عن أنس، قال: إنّي لأسعى في الغلمان يقولون: جاء محمد، وأسعى ولا أرى شيئاً، ثمّ يقولون: جاء محمد، فأسعى، حتى جاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر فكمنا في بعض جدر المدينة، ثمّ بعثا رجلاً من أهل البادية ليؤذن بهما الأنصار قال: فاستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار، حتى انتهوا إليهما، فقالوا: انطلقا آمنين مطاعين، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه بين أظهرهم، فخرج أهل المدينة، حتّى إنّ العواتق لفوق البيوت يتراءينه يقلن: أيّهم هو؟ قال: فما رأينا منظراً شبيهاً به يومئذ. صحيح.

    وقال الوليد بن محمد الموقريّ وغيره، عن الزّهري قال: فأخبرني عروة أنّ الزّبير كان في ركب تجّار بالشام، فقفلوا إلى مكة، فعارضوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر بثياب بياض، وسمع المسلمون بمخرج رسول اله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يغدون كلّ غداة إلى الحرّة فينتظرونه، حتى يردّهم نحر الظّهيرة، فانقلبوا يوماً بعدما أطالوا انتظاره، فلمّا أووا إلى بيوتهم، أوفى رجل من يهود أطماً من آطامهم لشأنه، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيّضين يزول بهم السّراب فلم تنتظرون، فثار المسلمون إلى السلام، فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرّة، فعدل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين، حتى نزل في بني عمرو بن عوف من الأنصار، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، فقام أبو بكر يذكّر النّاس، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتاً، فطفق من جاء من الأنصار ممّن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسبه أبا بكر، حتى أصابت الشمس رسول اله صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر حتى ظلّل عليه بردائه، فعرفوا رسول الله عند ذلك، فلبث في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة.

    وأسّس المسجد الذي أسس على التّقوى، فصلّى فيه، ثم ركب راحلته فسار، فمشى معه النّاس، حتى بركت بالمدينة عند مسجده صلّى الله عليه وسلم، وهو يصلّي فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مربداً للتّمر لسهل وسهيل، غلامين يتيمين أخوين في حجر أسعد بن زرارة من بني النّجّار، فقال حين بركت به راحلته: " هذا إن شاء الله المنزل ". ثمّ دعا الغلامين فساومهما المربد ليتّخذه مسجداً، فقالا: بل نهبه لك، فأبى حتى ابتاعه وبناه.

    وقال عبد الوارث بن سعيد وغيره: ثنا أبو التّيّاح، عن أنس قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل في علو المدينة في بني عمرو بن عوف، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، ثمّ أرسل إلى ملأ بني النّجّار، فجاءوا متقلّدين سيوفهم، فكأنّي أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ردفه، وملأ بني النّجّار حوله، حتى ألقى بفناء أبي أيّوب. متّفق عليه.

    وقال عثمان بن عطاء الخراسانيّ، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: لمّا دخل النّبيّ صلى الله عليه وسلم مرّ على عبد الله بن أبيّ وهو جالس على ظهر الطّريق، فوقف عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظر أن يدعوه إلى المنزل، وهو يومئذ سيّد أهل المدينة في أنفسهم، فقال عبد الله: أنظر الذين دعوك فأتهم، فعمد إلى سعد بن خيثمة، فنزل عليه في بني عمرو بن عوف ثلاث ليال، واتّخذ مكانه مسجداً فكان يصلّي فيه، ثم بناه عمرو بن عوف، فهو الذي أسّس على التٌوى والرّضوان.

    ثمّ إنّه ركب يوم الجمعة، فمرّ على بني سالم، فجمّع فيهم، وكانت أول جمعة صلّاها حين قدم المدينة، واستقبل بيت المقدس، فلمّا أبصرته اليهود صلّى إلى قبلتهم طمعوا فيه للّذي يجدونه مكتوباً عندهم، ثم ارتحل فاجتمعت له الأنصار يعظّمون دين الله بذلك، يمشون حول ناقة النّبيّ صلى الله عليه وسلم، لا يزال أحدهم ينازع صاحبه زمام النّاقة، فقال: خلّوا سبيل النّاقة، فإنّما أنزل حيث أنزلني الله، حتى انتهى إلى دار أبي أيّوب في بني غنم، فبركت على الباب، فنزل، ثمّ دخل دار أبي أيّوب، فنزل عليه حتى ابتنى مسجده ومسكنه في بني غنم، وكان المسجد موضعاً للتّمر لابني أخي أسعد بن زرارة، فأعطاه النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأعطى ابني أخيه مكانه نخلاً له في بني بياضة، فقالوا: نعطيه النّبيّ صلى الله عليه وسلم لا نأخذ له ثمناً، وبنى النّبيّ صلى الله عليه وسلم لحمزة ولعليّ ولجعفر، وهم بأرض الحبشة، وجعل مسكنهم في مسكنه، وجعل أبوابهم في المسجد مع بابه، ثمّ إنّه بدا له، فصرف باب حمزة وجعفر. كذا قال: وهم بأرض الحبشة، وإنّما كان عليّ بمكة. رواه ابن عائذ، عن محمد بن شعيب، عنه.

    وقال موسى بن عقبة: لمّا دنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من المدينة، وقدم طلحة بن عبيد الله من الشام، خرج طلحة عامداً إلى مكة، لمّا ذكر له النّبيّ صلى الله عليه وسلم، خرج إمّا متلقّياً لهما، وإمّا عامداً عمده بمكة، ومعه ثياب أهداها لأبي بكر من ثياب الشام، فلمّا لقيه أعطاه الثياب، فلبس النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكر منها.

    وقال الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن يزيد، عن أبي البدّاح بن عاصم بن عديّ، عن أبيه: قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، فأقام بالمدينة عشر سنين.

    وقال ابن إسحاق: المعروف أنّه قدم المدينة يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، قال: ومنهم من يقول لليلتين مضتا منه. رواه يونس وغيره، عن ابن إسحاق.

    وقال عبد الله بن إدريس: ثنا ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عويم، اخبرني بعض قومي قال: قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، فأقام بقباء بقّية يومه وثلاثة أيام، وخرج يوم الجمعة على ناقته القصواء. وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنّه لبث فيهم ثماني عشرة ليلة.

    وقال زكريّا بن إسحاق: ثنا عمرو بن دينار، عن ابن عبّاس قال: مكث النّبيّ بمكة ثلاث عشرة سنة، وتوفّي وهو ابن ثلاث وستّين. متّفق عليه.

    وقال سفيان بن عيينة: ثنا يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن عجوز لهم، قالت: رأيت ابن عبّاس يختلف إلى صرمة أبي قيس الأنصاريّ، وكان يروي هذه الأبيات:

    ثوى فـي قـريش بـضـع عـشـرة حـجّةً يذكّر لو ألفـى صديقاً مـواتـــياً

    ويعـرض فـي أهـل المواسم نفـســه فلـم ير مـن يؤوي ولم ير داعـياً

    فـلـمّـا أتـانـا واطـمـأنـت بـه النوى وأصـبـح مسروراً بطـيبة راضـياً

    واصـبـح مـا يخشى ظـلامة ظالـم بـعـيد ولا يخـشـى مـن الـنّـاس بـاغــيا

    بذلنا الأموال من جـلّ مـالـنـا وأنفسنا عند الوغـى والـتـــآســـيا

    نعادي الذي عادى من النّاس كلّـهـم جميعـاً وإن كـان الـحـبـيب الـمـواسـيا

    ونعلم أنّ الـلـه لا شـيء غـــيره وأن كتاب اللـه أصـــبـــح هـــاديا

    وقال عبد الوارث: ثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: أقبل نبيّ الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ يعرف، ونبيّ الله شاب لا يعرف يريد دخول الشّيب في لحيته دونه لا في السّنّ قال أنس: فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا رجل يهديني السّبيل، فيحسب الحاسب أنّه يعني الطّريق، وإنّما يعني طريق الخير. فإذا هو بفارس قد لحقهم، فقال: يا نبيّ الله هذا فارس قد لحق بنا، فقال: " اللّهمّ اصرعه "، فصرعه فرسه، ثمّ قامت تحمحم. فقال: يا نبيّ الله مرني بما شئت، قال: " تقف مكانك لا تتركنّ أحداً يلحق بنا "، قال: فكان أوّل النّهار جاهداً على النّبي وآخر النّهار مسلحةً له، فنزل النّبيّ صلى الله عليه وسلم جانب الحرّة، وأرسل إلى الأنصار، فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، فسلّموا عليهما فقالوا: إركبا آمنين مطاعين، فركبا وحفّوا حولهما بالسّلاح، فقيل في المدينة جاء رسول الله، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، واقبل حتى نزل إلى جانب بيت أبي ايّوب، قال: فإنّه ليحدّث أهله غذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله، يخترف لهم منه، فعجّل أن يضع التي يخترف فيها فجاءه وهي معه، فسمع من نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى أهله، فقال نبيّ الله صلى الله عليه وسلم: " أيّ بيوت أهلنا أقرب "؟ فقال أبو أيّوب: أنا يا نبيّ الله هذه داري، قال: " أذهب فهيئ لنا مقيلاً "، فذهب فهيا لهما مقيلاً، ثم جاء فقال: يا نبيّ الله قد هيأت لكما مقيلاً، قال: " قوما على بركة الله فقيلا ".

    فلما جاء نبيّ الله، جاء عبد الله بن سلام فقال: أشهد أنّك رسول الله حقاً، وأنّك جئت بحقّ، ولقد علمت يهود أنّي سيّدهم وأعلمهم. وذكر الحديث. أخرجه البخاري.

    وقد تقدّم من سيرته صلى الله عليه وسلم ومغازيه في العشر السّنين التي لبث فيها بالمدينة ما فيه مغنى إن شاء الله تعالى.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    تاريخ الاسلام للذهبى (5)
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الماسه ماى جو :: اسلاميات :: اسلامى-
    انتقل الى: