مبارك الشخص ..........ومباك الدوله ادخل وشوف

لابد أن كل مصرى يتطلع هذه الأيام إلى بيان واضح، يصدر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، يؤكد فيه شيئاً محدداً، هو أن هناك فارقاً فاصلاً بين مبارك الشخص، ومبارك الدولة!
مبارك الشخص هو الرجل الموجود حالياً فى شرم الشيخ، وإذا ثبتت فى حقه أى مخالفة فليس هناك أى مانع من أن يُحاسَب عليها بما ينص عليه القانون!
أما مبارك الدولة فه...و موضوع آخر تماماً، لا علاقة له بمبارك الشخص!
مبارك الدولة كان رئيساً للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وكان رئيساً للمجلس الأعلى للشرطة، وكان رئيساً للسلطة التنفيذية، ورئيساً للحزب الحاكم، ورئيساً للمجلس الأعلى للقضاء، ورئيساً.. ورئيساً لعشرات المواقع من هذا النوع، وعلى هذا المستوى فى كل اتجاه!
وهو لم يكن يرأسها من باب الوجاهة، أو الرغبة الشخصية فى أن يكون على رأس كل موقع منها، وإنما كان ذلك كله بنص الدستور، وبموجب ٤٠ مادة فيه تضع كل الصلاحيات فى يد رئيس الدولة، عموماً، وليس فى يد مبارك تحديداً، بدليل أن الصلاحيات نفسها كانت فى يد عبدالناصر، وكانت فى يد السادات!
فما معنى هذا؟!.. معناه أنه لا يجوز لأحد أن يخرج علينا اليوم ليقول - مثلاً - إنه ينبغى تغيير أحمد شفيق، رئيس الحكومة، لأن مبارك هو الذى كلفه فى منصبه، إذ لابد أن يفهم الذين يرددون هذا الكلام أننا لو أخذنا به فسوف يكون علينا أن نغير محافظ البنك المركزى، هو الآخر، لأن مبارك هو الذى كان قد جاء به فى منصبه، وسوف يكون علينا أن نغير رئيس جهاز المحاسبات، ورئيس جهاز التنظيم والإدارة، ورئيس جهاز الإحصاء، ورئيس.. ورئيس، على امتداد الدولة كلها، لأنهم جميعاً جاءوا عن طريق مبارك، عندما كان فى السلطة، بل إن الاستجابة لإغراء مثل هذا المنطق سوف تجعلنا فى النهاية أمام مطالبات بتغيير قادة القوات المسلحة لأنهم أيضاً جاءوا بموافقة مبارك!
اختصاراً.. هناك فارق أساسى بين مبارك الشخص ومبارك الدولة.. أو بمعنى أدق، الدولة التى قامت أركانها بصورتها الحالية.. على يد مبارك، ولا يمكن بالتالى هدم كل شىء فى الدولة فى لحظة، لمجرد أنها قامت فى أثناء وجود مبارك، وبصلاحياته التى كان يمنحها له الدستور!
حركة الشباب ، يجب أن تكون قوة متفجرة لبناء دولة حديثة، ونقل وطن من حالة متردية كان عليها، إلى حالة أفضل يجب أن يكون عليها، لا أن تكون قوة مكبوتة تنفجر لهدم كل ما حولها، ويجب أن نستوعب أن هناك فارقاً لا يجوز أن يغيب عن أعيننا، بين التغيير، وهو مطلوب ومرغوب، وبين الهدم، وهو طبعاً مرفوض ومرفوض!!